جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه معتمد الاصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 342)

الفصل الثاني



حول الألفاظ التي يطلق عليها المطلق



ثمّ إنّـه جرت العادة هنا بذكر تعيين ما وضع لـه بعض الألفاظ التي يطلق عليها المطلق ، ونحن نقتفي أثرهم وإن كان غير مرتبط با لمقام ; لما عرفت من أنّ معنى الإطلاق هو خلوّ المعنى عن التعلّق بشيء آخر ، سواء كان كليّاً أو جزئيّاً ، وأنّ الإطلاق والتقييد وصفان إضافيّان ، وأنّ الإطلاق في جميع الموارد بمعنى واحد ، فا لتكلّم فيما وضع لـه اسم الجنس مثلاً ليس لـه ارتباط بتلك الاُمور المذكورة ، كما هو واضح .

منها: اسم الجنس

وكيف كان فقد عدّوا منها اسم الجنس ، كإنسان ورجل وسواد وبياض والزوجيـة وغيرها من أسماء الكلّيات من الجواهر والأعراض والعرضيات ، ولاشبهـة في أ نّها موضوعـة لنفس الماهيّـة والمفهوم بما هي هي ، ومن المعلوم أ نّها عين أفرادها في الخارج ، فصحّـة إطلاقها على أفرادها لايستلزم ملاحظـة الماهيّـة في مرحلـة الوضع بنحو اللاّ بشرط القسمي تسريةً للوضع إلى المعنى
(الصفحة 343)

بجميع أطواره ، وجعل الوضع بإزاء نفسها ، كما أفاده بعض المحقّقين من محشّي الكفايـة(1) .
وذلك لأنّ المراد من تسريـة الوضع إن كان بحيث يوجب صحّـة إطلاق اللّفظ على جميع أفراده والحمل عليـه با لحمل الذاتي ، فلاشبهـة في بطلانـه ; لأنّ استعمال لفظ الإنسان في بعض أفراده مجاز بالاتّفاق وإن كان بحيث يوجب صحّـة الحمل عليـه با لحمل الشائع ، فذلك لايستلزم ملاحظـة الماهيّـة بنحو اللاّبشرط القسمي ، كما هو واضح .
وكيف كان فلاشبهـة في أنّ ما وضع لـه أسماء الأجناس هي نفس المفاهيم الكلّيـة والماهيات بما هي هي .

أقسام الماهيّـة

ثمّ إنّهم قسّموا الماهيّـة إلى الأقسام الثلاثـة : الماهيّـة اللاّبشرط والماهيّـة البشرط شيء والماهيّـة البشرط لا ; نظراً إلى أ نّـه إذا لوحظت الماهيّـة مع أمر خارج عنها فإمّا أن تلاحظ مع وجودها أو مع عدمها أو لا مع وجودها ولا مع عدمها(2) .
وقد اُشكل عليـه بأنّ القسم الأوّل ـ وهي الماهيّـة اللاّبشرط ـ عين المقسم ، فا لتقسيم تقسيم إلى نفسـه وإ لى غيره(3) .
واُجيب عن ذلك با لفرق ; فإنّ المقسم هو اللاّبشرط المقسمي ، والقسم هو
  • 1 ـ نهايـة الدرايـة 2: 493.
  • 2 ـ الحكمـة المتعاليـة 2: 16، شرح المنظومـة، قسم الحكمـة: 95 وما بعدها.
  • 3 ـ الحكمـة المتعاليـة 2: 19.

(الصفحة 344)

ا للاّبشرط القسمي(1) .
وقيل في بيانـه: إنّ التقسيم إلى الأقسام الثلاثـة المذكورة ليس تقسيماً لنفس الماهيّـة ، بل المقسم إنّما هو لحاظها ، وحينئذ فا لمراد با لماهيّـة اللاّبشرط هو لحاظها كذلك ، فا لتفاوت بين المقسم والقسم إنّما هو باعتبار أنّ الأوّل هو مجرّد لحاظ الماهيّـة من دون ملاحظـة شيء معها ، والثاني هو لحاظها مجرّداً عن قيد آخر وجوديّاً كان أم عدميّاً ، كما أنّ المراد با لماهيّـة البشرط شيء هو لحاظها مشروطاً بـه ، وبا لماهيّـة البشرط لا هو لحاظها مشروطاً بعدمـه(2) .
هذا ولايخفى: أنّ لازم كون التقسيم للحاظ الماهيّـة لا لنفسها أنّ كلّ أمر خارج عنها إذا لوحظت الماهيّـة با لقياس إليها ، يمكن اعتبار الأقسام الثلاثـة فيـه ، فإنّ باب اللّحاظ واسع ، فيمكن ملاحظـة الماهيّـة با لنسبـة إلى كلّ قيد مشروطاً بوجوده أو بعدمـه أو غير مشروط بشيء منهما ، مع أنّ ذلك مستبعد جدّاً ; فإنّـه كيف يمكن أن يكون مراد أساطين الحكمـة المتعرّضين لهذا التقسيم ذلك المعنى الذي هو مجرّد الاعتبار وصرف اللّحاظ وإن كان ظاهر عبائرهم في بيان التقسيم ذلك ، لكنّـه ليس بمرادهم ، فا لتحقيق أنّ هذا تقسيم لنفس الماهيّـة .
وتوضيحـه: أنّ كلّ ماهيّـة إذا لوحظت مع أمر من الاُمور الخارجـة عنها فإمّا أن تكون مشروطةً بوجوده واقعاً بحيث لايعقل الانفكاك بينهما في نفس الأمر ولو مع عدم لحاظها كذلك ، وإمّا أن تكون مشروطةً بعدمـه واقعاً بحيث يستحيل اجتماعهما كذلك ، وإمّا أن لاتكون مشروطةً بوجوده ولابعدمـه ، بل يكون ذلك ا لأمر من العوارض التي قد يجتمع معها وقد يفترق عنها ولو مع لحاظها مشروطةً بوجوده
  • 1 ـ نفس المصدر.
  • 2 ـ نهايـة الدرايـة 2: 490 ـ 494.

(الصفحة 345)

أو بعدمـه .
فالأوّل: هي الماهيّـة البشرط شيء ، ومثا لـه : ماهيّـة الجسم با لنسبـة إلى التحيّز ، فإنّها تكون دائماً مشروطـة بـه ، ويستحيل تحقّق الانفكاك بينهما ولولم تلاحظ كذلك .
والثاني: هي الماهيّـة البشرط لا ، ومثا لـه : ماهيّـة الجسم با لنسبـة إلى التجرّد مثلاً ، فإنّها تكون دائماً متفرّقـة عنـه ، ولايعقل اجتماعهما .
والثالث: هي الماهيّـة اللاّبشرط ، ومثا لـه : ماهيّـة الإنسان با لنسبـة إلى الكتابـة ، فإنّها لا تكون مشروطةً بوجودها دائماً بحيث كان الانفكاك مستحيلاً ، ولابعدمها بحيث كان ا لاجتماع محالاً ، بل ربّما توجد معها وربّما توجد منفكّة عنها .
وممّا ذكرنا يظهر: أنّ الماهيّـة با لنسبـة إلى كلّ قيد لوحظ معها لها أحد الأقسام الثلاثـة على سبيل المنفصلـة الحقيقيـة ، ولايعقل اجتماعها با لنسبـة إلى قيد واحد ، كما لايخفى ، كما أ نّـه ظهر ثبوت المغايرة بين المقسم والقسم ، فإنّ المقسم هي نفس الماهيّـة المحفوظـة في جميع الأقسام الثلاثـة ، وبإضافـة شيء من الخصوصيّات المأخوذة في الأقسام يتحقّق قسم منها ، كما لايخفى .
ثمّ إنّـه أفاد المحقّق النائيني ـ على ما في التقريرات ـ هنا كلاماً في معنى الأقسام وبيان الفرق بين اللاّبشرط القسمي والمقسمي(1) .
وفيـه ـ مضافاً إلى المناقضـة بين الصدر والذيل ـ وجوه من الخلل ، كما يظهر لمن راجعـه وتأمّل .
وا لإنصاف أنّ ما ذكرنا هو التقسيم المعقول الذي يمكن أن يكون مقصوداً لأساطين الحكمـة ، كما عرفت .

  • 1 ـ فوائد الاُصول (تقريرات المحقّق النائيني) الكاظمي 1: 569.

(الصفحة 346)

منها: علم الجنس

وهي كاسامـة ، والمشهور بين أهل العربيـة أ نّـه موضوع للطبيعـة بما هي متعيّنـة ، ولذا يعامل معـه معاملـة المعرفـة .
ولكن ذهب في الكفايـة إلى أ نّـه موضوع لصرف المعنى ونفس الطبيعـة ، كاسم الجنس ، والتعريف لفظي ، كما في التأنيث اللفظي ; نظراً إلى أ نّـه لو لم يكن كذلك لما صحّ حملـه على الأفراد بلا تصرّف وتأويل ; لأنّـه على المشهور أمر ذهني ، وهو لايصدق على الخارج إلاّ مع التجريد ، مع صحّـة حملـه عليها بدونـه .
مضافاً إلى أنّ وضعـه لما يحتاج إلى التجريد في مقام الاستعمال لايصدر عن الواضع الحكيم(1) .
ولكنّـه تنظّر فيـه في كتاب الدّرر حيث قال: وفيما أفاده نظر ; لإمكان دخل الوجود الذهني على نحو المرآتيّـة في نظر اللاّحظ ، كما أ نّـه ينتزع الكلّيـة عن المفاهيم الموجودة في الذهن لكن لا على نحو يكون الوجود الذهني ملحوظاً للمتصوّر با لمعنى الاسمي ; إذ هي بهذه الملاحظـة مباينـة مع الخارج ، ولا تنطبق على شيء ، ولا معنى لكلّيـة شيء لاينطبق على الخارج أصلاً .
إذا عرفت هذا ، فنقول : إنّ لفظ «اسامـة» موضوع للأسد بشرط تعيّنـه في الذهن على نحو الحكايـة عن الخارج ، ويكون استعمال ذلك اللّفظ في معناه بملاحظـة القيد المذكور ، كاستعمال الألفاظ الدالّـة على المعاني الحرفيّـة ، فافهم وتدبّر(2) . انتهى .

  • 1 ـ كفايـة الاُصول: 283.
  • 2 ـ درر الفوائد، المحقّق الحائري: 232.