جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه معتمد الاصول
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 480)

على جعل الوسطيـة والكاشفيـة ، كما هو واضح .
وعلى الجواب الثاني: أنّ ما ذكره من شمول دليل وجوب التصديق لقول الراوي الذي يحكي لقول الإمام(عليه السلام) لكون المخبر بـه في خبره حكماً شرعياً إنّما يتمّ لو ثبت خبره ، والكلام إنّما هو فيـه ; إذ المفروض أنّ خبره لم يثبت وجداناً ، فمن أين يشمل لـه دليل وجوب التصديق ؟ !
وبا لجملـة : ففرض الكلام من صدر السلسلـة إنّما يصحّ لو ثبت أنّ الراوي الذي وقع في صدرها أخبر من بعده بتحديث الإمام(عليه السلام) لـه ، والكلام إنّما هو في ثبوتـه ، كما لايخفى .
وعلى الجواب الثالث ـ مضافاً إلى أنّـه لم يدلّ دليل على الملازمـة التي ادعاها ـ  : أنّ المخبر بـه ، وهو قول المفيد في المثال لايكون مترتّباً عليـه الأثر الشرعي ، حتّى يجب تصديق الشيخ فيما أخبره بلحاظ ذلك الأثر . وتوهّم أنّ قول المفيد يترتّب عليـه بعض الآثار ، وهو صحّـة النسبـة إليـه ، وعدم كون إسناده إليـه من القول بغير العلم ، فلا مانع من أن يكون وجوب التصديق بلحاظ ذلك الأثر ، مدفوع بأنّ قول المفيد بلحاظ هذا الأثر إنّما يكون من الموضوعات الخارجيـة التي لاتثبت إلاّ با لبيّنـة ، ولايكفي فيـه قول العادل الواحد ، كما هو واضح .
والتحقيق في هذا المقام ـ بعد عدم رفع الإشكال بما ذكره الأعلام ، كما عرفت ـ أن يقال : إنّ أصل الإشكال ، وكذا الجوابات كلّها من الاُمور العقليـة الخارجـة عن فهم العرف ، الذي هو الملاك والمرجع في معنى الآيـة ونظائرها من الأدلّـة ، فإنّـه لاشكّ في أنّـه لو ألقى عليهم هذا الكلام ، وهو حجّيـة قول العادل ، ووجوب تصديقـه فيما أخبره لايفهمون من ذلك الفرق بين الإخبار بلا واسطـة أو معها ، ولاينظرون في الإخبار مع الواسطـة إلى الوسائط أصلاً ، بل
(الصفحة 481)

يقولون في المثال بأنّ العادل أخبر بأنّ الإمام(عليه السلام) قال كذا أو فعل كذا ، وإن كان العادل الذي وقع في منتهى السلسلـة لم يخبر بقول الإمام(عليه السلام) ، بل المخبر بـه بخبره هو إخبار العادل الذي حدّثـه .
ومن هنا يعلم : أنّ المخبر بـه بخبر هذا العادل وإن كان من الموضوعات ، ولايكفي في ثبوتها إلاّ البيّنـة إلاّ أنّـه حيث لايكون في نظر العرف منظوراً مستقلاّ ، بل منظوراً آليّاً فيكفي في ثبوتـه إخبار عادل واحد .

منها: آيـة النفر

ومن الآيات التي استدلّ بها على حجّيـة خبر الواحد آيـة النفر : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طائِفَةٌ ليَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(1) .
ولكن الاستدلال بها لذلك في غايـة الضعف ; لأنّ المستفاد من لولا التحضيضيـة ليس وجوب أصل النفر ، بل المقصود بها بملاحظـة قولـه : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفرُوا كافَّةً) ، وبملاحظة الآيات التي قبل هذه الآية هو نفي وجوب نفر المؤمنين كافّـة ، والنهي عن ذلك ، بمعنى أنّ مفاد لولا التحضيضيـة هو وجوب التفرقـة والتفكيك ; أي لايجوز للمؤمنين كافّـة النفر ، وإبقاء رسول اللّـه(صلى الله عليه وآله وسلم) وحده ، فلِمَ لايكون النافرون طائفـة خاصّـة من المؤمنين .
فا لمراد من الآيـة بحسب الظاهر هو النهي عن النفر العمومي ، وليس المقصود منها هو بيان أصل وجوب نفر طائفـة لغايـة التفقّـة . هذا ، مضافاً إلى أنّ كلمـة النفر كما يدلّ عليـه التأمّل في سياق الآيـة وفي موارد استعمالاتها في
  • 1 ـ التوبـة (9): 122.

(الصفحة 482)

ا لقرآن الكريم يكون المراد بها النفر للجهاد ، لا النفر للتفقّـة .
وعليـه فيتعيّن أن يكون المراد من الآيـة هو تفقّـة النافرين بسبب ما يرونـه في الجهاد من السفرة الإلهيـة والإمدادات الغيبيـة وقوّة الإيمان وإنذار القوم الذين هم الكفّار الموجودون في المدينـة ، لعلّهم يحذرون ويدخلون في دين اللّـه ، أو يصون الإسلام والمسلمون من شرورهم . ويؤيّد ذلك رجوع الضمير في «ليتفقّهوا» أو ما بعده إلى النافرين المذكورين في الآيـة ، ولا وجـه للرجوع إلى المتخلّفين ، بعد عدم كونهم مذكورين ، وأيضاً لايناسب الإنذار والحذر بالإضافـة إلى المجاهدين ، أصلاً .
وإ لى أنّ التفقّـه يحتمل أن يكون المراد بـه التفقّـه في الاُصول الاعتقاديـة ، لا الأحكام الفرعيـة ، كما يشهد بذلك الروايات الكثيرة التي استدلّ فيها بالآيـة الشريفـة لأصل الإمامـة(1) .
وعلى تقدير أن يكون المراد بـه الأعمّ من التفقّـه في الأحكام الفرعيـة فا لظاهر أنّ المراد بقولـه «لينذروا» هو إنذار كلّ واحد من المتفقّهين النافرين أو المتخلّفين ـ على اختلاف التفسيرين ـ جميع قومهم ، وحينئذ فلايدلّ على وجوب تصديق كلّ واحد من المنذرين ، وعلى تقدير وجوب تصديقـه ينحصر ذلك با لمتفقّـه المنذر ، لا كلّ من تحمّل الحديث ، وإن لم يكن فقيهاً .
هذا كلّـه ، مضافاً إلى المنع من كون الحذر واجباً ، وعلى تقدير وجوبـه لا دليل على كون المراد با لحذر هو الحذر العملي الراجع إلى العمل بقول المنذر ، بل الظاهر هو التحذّر القلبي والخوف والخشيـة ، فيكون المقصود لينذروا قومهم با لموعظـة والإيعاد ، حتّى يخافوا من عذاب اللّـه ، ويعملوا بوظائفهم .

  • 1 ـ الكافي 1: 378 ـ 380 / 1 ـ 3.

(الصفحة 483)

وكيف كان فالآيـة الشريفـة بعيدة عن الدلالـة على حجّيـة خبر الواحد بمراحل . وممّا ذكرنا يظهر الخلل فيما أفاده المحقّق النائيني على ما في تقريراتـه في تقريب دلالـة الآيـة على حجّيـة خبر الواحد(1) ، فراجع .

الدليل الثاني: الأخبار

هذا ، وقد استدلّ على حجّيـة خبر الواحد بالأخبار الكثيرة ، وتقريب الاستدلال بها ـ كما أفاده في «ا لكفايـة» وتبعـه في «ا لدرر» ـ أنّ هذه الأخبار وإن لم يكن متواترة لفظاً ومعنىً إلاّ أنّها متواترة إجمالاً ; ضرورة أنّـه يعلم إجمالاً بصدور بعضها منهم (عليهم السلام) ، ومقتضى ذلك وإن كان حجّيـة خبر دلّ على حجّيتـه أخصّها مضموناً إلاّ أنّـه يتعدّى عنـه فيما إذا كان بينها ما كان بهذه الخصوصيـة ، وقد دلّ على حجّيـة ما كان أعمّ(2) .
هذا، ولكن لايخفى: أنّ ذلك مجرّد فرض ، وإلاّ فا لظاهر أنّـه لايكون بين الأخبار ما كان جامعاً لشرائط الحجّيـة ، وكان مدلولـه حجّيـة خبر الواحد بنحو الإطلاق ، مضافاً إلى أنّ إثبات التواتر ـ ولو إجمالاً ـ مشكل ; لأنّ من شرط التواتر أن يكون متواتراً في جميع الطبقات ، مع أنّـه ليس الأمر في المقام كذلك ; لأنّ هذه الأخبار كلّها مذكورة في الجوامع الأربعـة للأعاظم الثلاثـة ، فينحصر الناقلون فيهم ، مع أنّ الواضح عدم ثبوت التواتر بقولهم . وأمّا غيرها من الجوامع فلم يثبت صحّـة إسنادها إلى مؤلّفيها على نحو التواتر ، كا لجوامع الأربعـة ، كما لايخفى .
هذا ، مضافاً إلى أنّ أخصّ تلك الأخبار مضموناً هو ما يدلّ على إرجاع
  • 1 ـ فوائد الاُصول (تقريرات المحقّق النائيني) الكاظمي 3: 185.
  • 2 ـ كفايـة الاُصول: 346 ـ 347، درر الفوائد، المحقّق الحائري: 392.

(الصفحة 484)

ا لسائل إلى زرارة في تعلّم الأحكام ، وأخذ معا لم الدين ، وهو يشتمل على خصوصيتين : أحدهما كون من يؤخذ عنـه ذلك فقيهاً في الدين كزرارة ، وثانيهما : أنّ الأخذ منـه إنّما هو من دون واسطـة .
ومن المعلوم: أنّـه لايمكن إلغاء شيء من الخصوصيتين ، وإن كانت خصوصيـة كونـه زرارة ملغاة قطعاً .
هذا ، ويمكن تقريب الاستدلال بالإخبار لحجّيـة خبر الواحد بوجـه آخر ، وهو أن يقال : إنّـه لا إشكال في ثبوت بناء العقلاء على العمل بخبر الواحد في الجملـة ـ لو لم نقل بثبوتـه على العمل بـه مطلقاً ، كما سنحقّقـه ـ وحينئذ فنقول : يوجد في تلك الأخبار الكثيرة ما يدلّ على حجّيـة خبر الواحد مطلقاً ، فإنّـه يثبت ببناء العقلاء حجّيـة ذلك الخبر الذي مدلولـه هو حجّيـة الخبر مطلقاً ، ولايلزم الدور ، ولايحتاج إلى إثبات التواتر ، كما هو واضح .
وهذا الخبر هو ما رواه الكليني عن محمّد بن عبدا للّـه الحميري ومحمّد بن يحيى جميعاً عن عبدا للّـه بن جعفر الحميري عن أحمد بن إسحاق قال : سألت أبا محمّد(عليه السلام) ، وقلت : من اُعامل ، وعمّن آخذ ، وقول من أقبل ؟
فقال : «العمري وابنـه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان...» الحديث(1) .
فإنّـه لا إشكال في كون مثل هذا السند العا لي الذي يكون كلّ رواتـه مذكّى بتذكيـة عدلين ، بل عدول مورداً لبناء العقلاء قطعاً ، وحينئذ فيجب الأخذ بـه ، وبـه يثبت حجّيـة قول الثقـة المأمون مطلقاً ، كما لايخفى .

  • 1 ـ الكافي 1: 329 / 1، وسائل الشيعـة 27: 138، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي، الباب 11، الحديث 4.