جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه مناسک حج
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 361)

تَضَرُّعَنا ، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، يا مَنْ لا يخْفى عَلَيْهِ اِغْماضُ الْجُفُونِ ، وَلا لَحْظُ الْعُيُونِ ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ ، اَلا كُلُّ ذلِكَ قَدْ اَحْصاهُ عِلْمُكَ وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً ، تُسَبِّحُ لَكَ السَّمواتُ السَّبْعُ وَالاْرَضُونَ وَمَنْ فيهِنَّ ، وَاِنْ مِنْ شَيء اِلاَّ يُسَبِّحُ بِح
اَللّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ ، وَعافِنِي فِي بَدَنِي وَدينِي ، وَامِنْ خَوْفِي ، وَاَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ ، اَللّهُمَّ لا تَمْكُرْ بِي وَلاتَسْتَدْرِجْنِي وَلا تَخْدَعْنِي ، وَادْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ .
(الصفحة 362)

ثمّ رفع (عليه السلام) رأسه وبصره إلى السماء وعيناه تفيضان بالدمع كأنّهما مَزادتان:
يا اَسْمَعَ السّامِعينَ ، يا اَبْصَرَ النّاظِرينَ ، وَيا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ ، وَيا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَالِ مُحَمَّد السّادَةِ الْمَيامينَ ، وَاَسْأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِيَ الَّتِي اِنْ اَعْطَيْتَنيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَاِنْ مَنَعْتَنيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما اَعْطَيْتَنِي ، اَسْأَلـُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ ، لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ يارَبِّ يارَبِّ .
وكان يكرّر قوله: «ياربّ» فشغل مَن حوله عن الدّعاء لأنفسهم ، وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء حتّى غربت الشمس وأفاض الناس معه .
إلى هنا انتهى دعاء الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كما أورده
(الصفحة 363)

الكفعمي وكذا المجلسي في كتاب زاد المعاد ، إلاّ أنّ السيّد ابن طاووس أضاف بعد «يَارَبِّ يَارَبِّ» هذه الزيادة :
اِلهي اَنـَا الْفَقيرُ في غِنايَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً في فَقْرِي ، اِلهِي اَنـَا الْجاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولا فِي جَهْلِي ، اِلهِي اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَواءِ مَقاديرِكَ مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ اِلى عَطاء وَالْيَأْسِ مِنْكَ فِي بَلاء ، اِلهِي مِنِّي ما يَليقُ بِلُؤْمِي وَمِنْكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ ، اِلهِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي ، اَفَتَمْنَعُنِي مِنْ
اِلهِي كَيْفَ تَكِلُنِي وَقَدْ تَكَفَّلْتَ لِي ، وَكَيْفَ اُضامُ وَاَنْتَ النّاصِرُ لِي ، اَمْ كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ الْحَفِيُّ بِي ، ها
(الصفحة 364)

اَنـَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَقْرِي اِلَيْكَ ، وَكَيْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِما هُوَ مُحالٌ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ اَشْكُو اِلَيْكَ حالِي وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقالِي وَهُوَ مِنْكَ بَرَزٌ اِلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ امالِي وَهِيَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَيْكَ ، اَمْ كَيْفَ لا تُحِسْنُ اَحْوالِي وَبِكَ قامَتْ ، اِلهِي ما اَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظيمِ جَهْلِي ، وَما اَرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبيحِ فِعْلِي ، اِلهِي ما اَقْرَبَكَ مِنّ
اِلهِي عَلِمْتُ بِاخْتِلافِ الاْثارِ وَتَنَقُّلاتِ الاَْطْوارِ اَنَّ مُرادَكَ مِنِّي اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَيَّ فِي كُلِّ شَيء حَتّى لا اَجْهَلَكَ فِي شَيء ، اِلهِي كُلَّما اَخْرَسَنِي لُؤْمي اَنْطَقَنِي كَرَمُكَ ، وَكُلَّما ايَسَتْنِي اَوْصافِي اَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ ، اِلهِي مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِيَ فَكَيْفَ لاتَكُونُ مَسَاوِيهِ مَساوِيَ ، ومَنْ كانتْ حقائِقُهُ دَعَاوِىَ فَكَيْفَ لاتكونُ دَعاوِيهِ دَعاوِيَ ، اِلهِي حُكْمُكَ النّافِذُ وَمَشيئَتُكَ
(الصفحة 365)

الْقاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكا لِذِي مَقال مَقالا ، وَلا لِذِي حال حالا ، اِلهِي كَمْ مِنْ طاعَة بَنَيْتُها وَحالَة شَيَّدْتُها ، هَدَمَ اعْتِمادِي عَلَيْها عَدْلُكَ ، بَلْ اَقالَنِي مِنْها فَضْلُكَ .
اِلهي اِنَّكَ تَعْلَمُ اَ نُّي وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنِّي فِعْلا جَزْماً ، فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً ، اِلهِي كَيفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ ، وَكَيْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاْمِرُ ، اِلهِي تَرَدُّدِي فِي الاْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ ، فَاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَة تُوصِلُنِي اِلَيْكَ ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ
اِلهي اَمـَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ فَارْجِعْنِي اِلَيْكَ