جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه الدولة الإسلامية
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 102)

مواقع الدولة بهدف الحيلولة دون تقدّم المتأخّر أو تأخّر المتقدّم . فقد قال (عليه السلام) بهذا الشأن:
«ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ ، وَأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللَّهُ لأَوْلِيَائِهِ ، وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ . وَالْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَالصِّدْقِ ، ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَى أَن لا يُطْرُوكَ وَلاَ يَبْجَحُوكَ بِبَاطِل لَمْ تَفْعَلْهُ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ وَتُدْنِي مِنَ الْعِزَّةِ» .
وهنا نتساءل لو طبّق كلام الإمام (عليه السلام) فهل سيكون هنالك من مجال لتسلّل العناصر المتملّقة والمنافقة إلى المواقع الأمامية من السلطة وتتنحّى عنها العناصر الثورية الطاهرة والملتزمة؟ قطعا ، لا .
ولا شكّ أنّ العامل في هذه الحكومة ـ التي يدور محورها حول رضى الله لا رضى الحاكم والوالي ـ سينطق بالحقّ رغم ثقله ومرارته دون الخشية من شيء ، وسوف يتسامى في هذه الحكومة ويتقدّم ذلك العامل الذي ينطق بالحقّ ويعتمد الصدق ، لا ذلك المتملّق المرائي الذي لا يحسن سوى كلمة «نعم» و«سمعاً وطاعةً» ولا غرو   فوظيفة الحاكم إنّما تكمن في تحرّي الصادقين الورعين والتشدّد على الاقتراب منهم .

الإدارة الصائبة في النظام الإسلامي



لقد قام الإسلام على أساس العدل ، والعدل هو وضع الشيء في موضعه . وبناءً على هذا المبدأ الإسلامي فإنّ الإدارة الصحيحة المنسجمة مع الإسلام هي الإدارة التي تفرّق في نظرتها بين العامل الخادم والعامل الخائن ، فتكافئ الخادم وتعاقب الخائن أوّلاً ، وثانياً: أن يكون المعيار المعتمد في تشجيع الأفراد هو ما
(الصفحة 103)

يقومون به من أعمال وما يترتّب عليها من نتائج . فلو غيّب عنصر الترغيب في النظام وتمتّع المحسن بذات الحقوق والامتيازات التي يحظى بها المسيء ، فإنّ الفرد الأوّل سيشعر بعد مرّة بعدم وجود التقييم الصحيح لأعماله الحسنة ، وبالتالي عدم جدوى السعي وبذل الجهد في هذا المجال ، الأمر الذي يؤدّي بالتالي إلى أن يدبّ الضعف والوهن في أجهزة الدولة ثمّ انهيارها وزوالها ، ولهذا يوصي الإمام (عليه السلام)عامله بضرورة التفريق بين الفئتين:
«وَ لاَ يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَالْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَة سَوَاء ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لأَهْلِ الإِحْسَانِ فِي الإِحْسَانِ ، وَتَدْرِيباً لأَهْلِ الإِسَاءَةِ عَلَى الإِسَاءَةِ! وَأَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ» .

الثقة بالاُمّة



إنّ أهمّ الأُسس التي تتّصف بها الحكومات الفاسدة إنّما تتجسّد في الازدراء وعدم الثقة وسوء الظنّ بالاُمّة . فالحاكم يرى نفسه مبتوراً عن الأُمّة التي يعتبرها لا تكنّ لحكومته سوى الحقد والعداء ، الأمر الذي يجعله يهدر طاقات الأُمّة في التجسّس والتحرّي عن المعلومات ـ من خلال توظيف بعض المنظّمات والأجهزةـ بشأن المناهضين ، واستغلال الفرصة والذريعة التي تشبع عقده وغرائزه بصبّ جامّ غضبه عليهم ، بهدف نفخ الروح في حكومته لمواصلة نشاطها عدّة أيّام في ظلّ الخوف والرعب والإرهاب وفرض إرادته على الأُمّة بقوّة الحديد والنار .
وبالمقابل نرى أهمّ الاُسس التي تطبع الحكومة الإسلاميّة إنّما تتجسّد في احترام الأُمّة وحسن الظنّ بها والثقة والاعتماد عليها ، فالحاكم يرى في الأُمّة ظهيره وسنده الواقعي ، فالاُمّة هي الحاكمة ، والحاكم جزء من هذه الاُمّة .

(الصفحة 104)

كما يؤمن بأنّ الأُمّة لا تنشد في حركتها سوى إشاعة الأمن والاستقرار ، الأمر الذي يغنيه عن التجسّس والتتبّع لآثار الآخرين الذين يحرص على تحقيق رضاهم وسعادتهم:
«وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ رَاع بِرَعِيَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ ، وَ تَخْفِيفِهِ الْمَؤُونَاتِ عَلَيْهِمْ ، وَتَرْكِ اسْتِكْرَاهِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ . فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً طَوِيلاً . وَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلاؤُكَ عِنْدَهُ ، وَإِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلاؤُكَ عِنْدَهُ» .
وحرصاً على ألاّ يكون حسن الظنّ والاعتماد على الاُمّة أجوف هشّاً ، فإنّ الإمام (عليه السلام) ـ وضمن وصيته لمالك بحسن الظنّ بالاُمّة والثقة بها ـ يكشف له عن سبل ترسيخ حُسن الظنّ ، وهذه الثقة بما يلي:
1 ـ الإنسانية .
2 ـ تخفيف المؤونة .
3 ـ الحيلولة دون الأعمال المفروضة .
وسنترك الخوض في هذه السبل الثلاث للفصول القادمة .

(الصفحة 105)


السنن الصالحة والطالحة



تصنّف السنن السائدة بين الناس وفق النظرة الإسلاميّة إلى نوعين:
* سنن صالحة
* سنن طالحة
يطلق على السنن التي تتنافى والمبادىء والمعايير الإسلاميّة اسم «السنن الطالحة» ووظيفة الحاكم تكمن في مجابهة مثل هذه السنن والقضاء عليها . فقد كانت عبادة الأوثان من السنن المتداولة والمشروعة بين القوم عند انبثاق الدعوة الإسلاميّة ، ولمّا كانت هذه السنّة تتناقض ومبادىء الإسلام القائمة على أساس إشاعة التوحيد ، انبرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليطلق شعاره القرآني«قولوا: لا إله إلاّ الله تفلحوا» ليبدي مجابهته لتلك السنّة المقيتة ، وليعرب عن استعداده للشهادة في إطار محاربته للوثنية .
بينما هنالك السنن التي تنسجم والمباديء الإسلاميّة والتي يصطلح عليها بالسنن الصالحة ، ووظيفة الحاكم إزاء هذه السنن لا تتمثّل في الوقوف بوجهها فحسب ، بل عليه أن يحافظ عليها ويصونها من التلاعب ، إلى جانب توجيه سائر الآداب والأعراف والتقاليد الإيجابية النافعة للمجتمع .
«وَ لاَ تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَاجْتَمَعَتْ بِهَا الأُلْفَةُ ، وَصَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ . وَلاَ تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْء مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا ، وَالْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا» .

(الصفحة 106)


آفة الساسة وسبيل الوقاية



لمّا كان ساسة البلاد يتعايشون مع الشؤون التنفيذية ويقضون أغلب أوقاتهم في إصلاح أُمور البلاد ، فإنّهم عادةً ما يصابون بالإعياء وعدم امتلاك الرؤية الواضحة والإدراك الصائب لبعض الأحداث ، وبالتالي قد تلفّهم الحيرة والغربة عن بعض قضايا البلاد و . . .
هذه هي الآفة الكبرى التي تعترض الساسة ، وقد تتفاقم هذه الآفة لتتحوّل إلى خطر جدّي يهدّد هؤلاء الساسة إذا ما حصلوا على شهرة واعتبار اجتماعي إلى جانب أنشطتهم التنفيذية التي يمارسونها في الحكومة . ففي هذه الحالة ـ وبالإضافة إلى اغترارهم بالأوضاع السائدة ـ سيعيشون تبعية شديدة لذلك الاعتبار الاجتماعي ، الأمر الذي يجعلهم يتخلّفون عن امتلاك الرؤية الصائبة والفهم الصحيح للقضايا الاجتماعية والأحداث التي تشهدها البلاد من جهة ، والضعف واللا أُبالية تجاه المسائل العبادية والشخصية من جهة اُخرى .
أمّا علاج هذه الآفة فإنّما يكمن في مجالسة العلماء والانفتاح على تجارب الحكماء:
«وَأَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ وَمُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ ، فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلادِكَ ، وَإِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ» .

الرسالية أم الاختصاص؟

إنّ التعمّق في كلام الإمام (عليه السلام) يرشد إلى مسألة اُخرى ، فهناك شعاران مرفوعان اليوم في مجتمعنا الإسلامي: أحدهما يتبنّى الاختصاص ويراه هو الملاك