جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه الدولة الإسلامية
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 90)

وهنا يطالعنا التباين في المواقف ، حيث يسارع المحرومون لقبول العذر ويتنازلون عن متطلّباتهم ، بينما لا يقبل المترفون العذر ولا يتزحزحون قيد أنملة عن متطلّباتهم بكلّ إصرار وعناد .

الصبر على النوائب



لا تخلو المسيرة الاجتماعية لكلّ اُمّة من رفاهية ودعة وسلامة وأمن في حياتها تارة ، ومن ضيق وشدائد تارة اُخرى . وليس هناك من اُمّة أو حاكم يسعه الادّعاء بأنّه سوف لن يشهد بعض الصعاب والمعضلات وسيعيش حياته على الدوام بصورة مرفّهة وآمنة .
ولمّا كان محروموا المجتمع قد عاشوا مع الحرمان والضيق والشدّة وغير ذلك من الابتلاءات فإنّهم عادة ما يكونون أصبر على الشدائد وأجلد على النوائب ، بينما لا تبدي الجماعة المترفة مثل هذا الصبر والجلد ، بفعل حالة البذخ والترف التي تسود حياتهم اليومية .
هذا غيض من فيض الخصائص ـ التي سنتطرّق إلى المزيد منها ـ التي تدفع بالحاكم لأن يتحرّك من أجل الطبقات المستضعفة المحرومة بهدف تأمين متطلّباتها والفوز برضاها .
«وَإِنَّمَا عِمَادُ الدّينِ ، وَجِمَاعُ الْمُسْلِمينَ ، وَالْعُدَّةُ لِلاَْعْداءِ الْعَامَّةُ مِنَ الاُْمَّةِ ، فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ ، وَمَيْلُكَ مَعَهُمْ» .
نستنتج من وصايا الإمام (عليه السلام) والآيات القرآنية ـ التي مرّت ـ أنّ الإسلام دين
(الصفحة 91)

العامّة من الأُمّة . وهذه العامّة هي التي تؤمن ـ استنادا لكون حياتهم قائمة على أساس الحقّ والعدل والمساواة التي يتبنّاها الدين ـ بأنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي من شأنه خلق الشخصية الإسلاميّة وإنقاذها ، فهي لا تتوانى في التضحية بالغالي والنفيس من أجل هذا الدين .

جنود الحقّ

إنّ تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تهدف إلى تحطيم القيود والأغلال المفروضة على الناس ، وتحرير المستضعفين والمحرومين ممّا يعانون من ظلم وإجحاف ، وتدعوهم لمقارعة المستعمر الطامع ، إنّما تستتبع على الدوام إثارة حفيظة المترفين المستكبرين الناهبين لثروات العالم ، الأمر الذي يدفع بهم لمواجهة الإسلام والقضاء عليه .
وهنا تنشب الحرب على قدم وساق لينبري المستضعفون لخوضها بكلّ شجاعة وبسالة ، بينما يتنحّى جانباً المتنعِّمون والأثرياء ويخلو الميدان . وقد لمسنا هذه الحقيقة في جبهات صراع الحقّ ضدّ الباطل إبّان الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي البائد على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ورأينا كيف اتّخذ أصحاب الثروة موقف المتفرِّج من تلك الحرب .
وهنا نقول بأنّ هذه الصفة ـ التي تتجسّد في العبارة «والعدّة للأعداء» ـ وسائر صفات المستضعفين ـ التي بيّناها سابقاً ـ تدفع بالحاكم لأن يتحرّك من أجل المستضعفين وضمان مصالحهم وتلبية متطلّباتهم المشروعة .

(الصفحة 92)
(الصفحة 93)


الحكومة والوشاة



تعتبر النميمة في الإسلام من أقبح الرذائل ، كما أنّ النمّـام من أقبح الأفراد ، حتّى صوّره رسول الله (عليه السلام) لأصحابه قائلاً: «ألا أُنبِّئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحِبّة»(1) .
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): محرّمة الجنّة على القتّاتين المشّائين بالنميمة(2) .
ولو تدبّرنا حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) لوقفنا على مدى قبح النميمة ودورها الخطير ، إلى جانب قدرة النمّام على تصديع علاقات الأفراد فيما بينهم ، إضافة إلى تصديع العلاقات بين أبناء المجتمع والحكومة .
ومن هنا يعلم أنّ النمّـام ـ الذي لا يتورّع عن الكذب ـ ما إن شاهد نقطة ضعف صغيرة من أحد الأفراد حتّى يسارع إلى تضخيمها وتفخيمها عند صاحبه ، بهدف التفريق بينهما وإثارة أحقادهما وأضغانهما . فلو قدّر لمثل هذا الفرد أن يتسلّل إلى المناصب الحكومية ويكون أحد كوادرها بحيث يتردّد على سائر مسؤولي الحكومة ، فإنّه سيتمكّن بكلّ بساطة من استغلال نقاط ضعف الآخرين ، ليبعد الحاكم عن الأُمّة من جهة ويؤلّب الأُمّة على الحاكم من جهة اُخرى ، الأمر الذي يُفقد الحاكم القدرة على الاستناد إلى القاعدة الجماهيرية ، وبالتالي يؤدّي إلى عجزه وانهياره . وهذا ما جعل الإمام (عليه السلام) ينبّه واليه إلى هذا الأمر ، بهدف إشاعة أجواء الأمن والثقة المتبادلة ، فقال (عليه السلام):
«وَلْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَأَشْنَأَهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَائِبِ النَّاسِ ، فَإِنَّ فِي
  • 1  ، 2 . الكافي: 2 / 369 ح1  ، 2 .

(الصفحة 94)

النَّاسِ عُيُوباً ، الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا ، فَلاَ تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ ، وَاللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ ، فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ ، يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ . أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْد ، وَاقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْر ، وَتَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لاَ يَضِحُ لَكَ ، وَلاَ تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاع ، فَإِنَّ السَّاعِيَ غَاشٌّ وَإِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ» .

الائتمان على الأسرار وستر العيوب

يعتبر الائتمان على الأسرار وعدم البوح بها وستر عيوب الناس من وظائف الحاكم ومن الاُسس والمبادئ الإسلاميّة الحيوية . وهذا ما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) واليه «الوالي أحقُّ مَن سَتَرَها . . .» ويضيف (عليه السلام): «فاسترِ العورةَ ما استطعتَ يستر الله منك ما تحبُّ سترَه من رعيتك» .
وروي عن الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «لا تطلبوا عثرات المؤمنين; فإنَّ مَن تتبّع عثرات أخيه تتبّع الله عثراتِهِ ، ومن تتبّع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته»(1) .

ألاعيب الامبريالية

تتمثّل أبرز ألاعيب الامبريالية والاستعمار بإشاعة الفحشاء والفساد في مختلف المجتمعات ، فالمدرسة المادّية والشيوعية تسعى إلى استئصال الدين والاعتقاد من الناس وإشاعة الكفر والإلحاد والقضاء على كافّة القيم والمثل ، بينما يسعى الاستعمار والامبريالية ـ ومن خلال القضاء على العفّة والستر وإشاعة
  • 1 . الكافي: 2 / 355 ح5 .