جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة الصلاة
صفحات بعد
صفحات قبل
( صفحه 497 )

رواية سليمان بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لا يقيم أحدكم الصلاة وهو ماش، ولا راكب، ولا مضطجع إلاّ أن يكون مريضاً، وليتمكّن في الإقامة كما يتمكّن في الصلاة; فإنّه إذا أخذ في الإقامة فهو في صلاة(1).

ورواية يونس الشيباني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: اُؤذّن وأنا راكب؟ قال: نعم، قلت: فاُقيم وأنا راكب؟ قال: لا، قلت: فاُقيم ورجلي في الركاب؟ قال: لا، قلت: فاُقيم وأنا قاعد؟ قال: لا، قلت: فاُقيم وأنا ماش؟ قال: نعم، ماش إلى الصلاة، قال: ثمّ قال: إذا أقمت الصلاة فأقم مترسّلا; فإنّك في الصلاة، الحديث(2).

ورواية أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) : يا أبا هارون الإقامة من الصلاة، فإذا أقمت فلا تتكلّم ولا تؤم بيدك(3).

وغيرها من الروايات(4) الدالّة على هذا المضمون.

والجواب: أنّه لا مجال لحمل هذه الروايات على كون الإقامة حقيقة من الصلاة ومن أجزائها وأبعاضها، وأنّ الداخل فيها داخل في الصلاة حقيقة، كيف؟ ويدفع ذلك ـ مضافاً إلى وضوح هذا الأمر عند المتشرّعة من الخاصّ


  • (1) الكافي 3: 306 ح21، تهذيب الأحكام 2: 56 ح197، وعنهما وسائل الشيعة 5: 404، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب13 ح12.
  • (2) تهذيب الأحكام 2: 282 ح1125، وعنه وسائل الشيعة 5: 403، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب13 ح9.
  • (3) الكافي 3: 305 ح20، تهذيب الأحكام 2: 54 ح185، وعنهما وسائل الشيعة 5: 396، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب10 ح12.
  • (4) وسائل الشيعة 5: 393، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب10.

( صفحه 498 )

والعامّ ـ الروايات(1) الكثيرة الدالّة على أنّ افتتاح الصلاة إنّما هو بالتكبير المسمّى بتكبيرة الافتتاح، وجملة من الروايات الواردة في الإقامة، الظاهرة في المغايرة بينهما، مثل الروايات(2) الواردة في نسيان الإقامة حتّى إذا دخل في الصلاة، وغيرها.

فلابدّ من أن يكون المراد هو التنزيل والتشبيه بلحاظ بعض الخصوصيّات المعتبرة في الصلاة، كالتمكّن والترسّل، وعدم التكلّم والإيماء باليد وأشباه ذلك. ومن الواضح: أنّ ثبوت هذه الخصوصيّات في الإقامة لا يلازم مع وجوبها. وممّا ذكرنا يظهر أنّ اعتبار مثل القيام والطهارة على تقديره لا يستلزم وجوبها بوجه.

ومنها: الروايات الدالّة على أنّه لا أذان ولا إقامة على النساء، مثل:

صحيحة جميل بن دراج قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن المرأة أعليها أذان وإقامة؟ فقال: لا(3).

ومرسلة الصدوق قال: قال الصادق (عليه السلام) : ليس على النساء أذان، ولا إقامة، ولا جمعة، ولا جماعة، الحديث(4).

وغيرهما من الروايات(5) الواردة بهذا المضمون; نظراً إلى كون المنفي عن


  • (1) وسائل الشيعة 6: 9 ـ 12، كتاب الصلاة، أبواب تكبيرة الإحرام والافتتاح ب1.
  • (2) وسائل الشيعة 5: 441 ـ 442، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب33.
  • (3) تهذيب الأحكام 2: 57 ح200، الكافي 3: 305 ح18، وعنهما وسائل الشيعة 5: 406، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقمامة ب14 ح3.
  • (4) الفقيه 1: 194 ح907، وعنه وسائل الشيعة 5: 406، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب14 ح6.
  • (5) وسائل الشيعة 5: 405 ـ 407، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب14.

( صفحه 499 )

النساء ليس أصل المشروعيّة والرجحان; لوضوح ثبوت مشروعيّتهما بالإضافة إليهنّ إجماعاً(1)، فالمنفيّ هو اللزوم والوجوب، ونفيه بالإضافة إليهنّ يدلّ على ثبوته بالإضافة إلى الرجال، فيستفاد من هذه الروايات وجوب الإقامة على الرجال، كما هو أحد الأقوال فيها(2).

والجواب: أنّ الاستدلال بالرواية الاُولى على الوجوب للرجال إنّما يبتني على كون السؤال عن اللزوم على المرأة كاشفاً عن مفروغيّة اللزوم على الرجال في نظر السائل، مع أنّه ممنوع; لعدم دلالته على مفروغيّة ذلك بوجه; لأنّه يحتمل أن يكون في ذهنه اللزوم بالإضافة إلى خصوص النساء; لعدم شركتهنّ في صلاة الجماعة نوعاً، وهما يوجبان صيرورة الفرادى جماعة.

وأمّا مثل المرسلة، فلا دلالة لها على الوجوب للرجال إلاّ من طريق مفهوم اللقب، وهو غير حجّة، مع أنّ التشريك بينهما، وبين الجماعة التي لا تجب على الرجال أيضاً ضرورة يوجب الضعف في الدلالة المذكورة.

ومنها: موثقة عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا قمت إلى صلاة فريضة، فاذّن وأقم، وأفصل بين الأذان والإقامة بقعود، أو بكلام، أو بتسبيح(3).

والجواب: أنّ وقوع الأمر بالإقامة في وسط الأمرين اللذين للاستحباب


  • (1) تقدّم تخريجه في ص483.
  • (2) تقدّم في ص484.
  • (3) تهذيب الأحكام 2: 49 ح162، الفقيه 1: 185 ح877 ، وعنهما وسائل الشيعة 5: 397، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب11 ح4.

( صفحه 500 )

ـ لما مرّ(1) من استحباب الأذان; ولوضوح عدم وجوب الفصل بينه، وبين الإقامة بما ذكر في الرواية ـ يوجب سقوط ظهوره في الوجوب، وكونه كالأمرين في كون المراد منه الاستحباب، فتدبّر.

ومنها: الروايات الظاهرة في لزوم الانصراف فيما إذا نسي الأذان والإقامة، أو خصوص الإقامة حتّى إذا دخل في الصلاة قبل أن يركع، أو قبل أن يقرأ، أو قبل أن يفرغ من صلاته على اختلافها، وقد أوردها في الوسائل في الباب التاسع والعشرين والثامن والعشرين من أبواب الأذان والإقامة.

والجواب: أنّه لو كان الانصراف في المورد المفروض واجباً لكان كاشفاً عن لزوم الإقامة; لأنّه لا معنى لوجوب الانصراف مع عدم وجوبها. وأمّا لو لم يكن كذلك ـ كما هو صريح بعض الروايات الاُخر ـ فلا يكشف ذلك عن اللزوم; لأنّه لابدّ بملاحظتها من حمل الأمر بالانصراف على الجواز أو الرجحان، وشيء منهما لا يستلزم الوجوب بوجه.

وذلك مثل رواية داود بن سرحان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في رجل نسي الأذان والإقامة حتّى دخل في الصلاة، قال: ليس عليه شيء(2).

ورواية زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: رجل ينسى الأذان والإقامة حتّى يكبّر، قال: يمضي على صلاته ولا يعيد(3).


  • (1) في ص487 ـ 491.
  • (2) تهذيب الأحكام 2: 285 ح1140، الاستبصار 1: 305 ح1131، وعنهما وسائل الشيعة 5: 434، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب29 ح2.
  • (3) تهذيب الأحكام 2: 279 ح1106، الاستبصار 1: 302 ح1121، وعنهما وسائل الشيعة 5: 436، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب29 ح7.

( صفحه 501 )

وغيرهما من الروايات(1) الدالّة على عدم لزوم الانصراف والإعادة.

ومنها: رواية أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل نسي أن يقيم الصلاة حتّى انصرف أيعيد صلاته؟ قال: لا يعيدها ولا يعود لمثلها(2).

بناءً على كون المراد من السؤال ما هو ظاهره من الترك نسياناً، والمراد من النهي عن العود إلى مثلها هو لزوم التحفّظ والمراقبة لئلاّ يبتلي بالنسيان الموجب للترك.

وأمّا بناءً على جعل قوله (عليه السلام) : «لا يعود لمثلها» قرينة على أنّ المراد من النسيان هو الترك عن عمد; لأنّه لا معنى للنهي عن العود إلى مثلها، مع أنّ النسيان لا يكون من الاُمور الاختياريّة، فالرواية تصير دليلا على عدم الوجوب; لأنّ عدم وجوب الإعادة مع كون الترك إنّما هو عن عمد لا يجتمع مع الوجوب.

نعم، لو كان المراد من وجوب الإقامة هو الوجوب الاستقلالي، الذي لا يرجع إلى الشرطيّة للصلاة ـ كما لا يأبى عنه بعض كلمات القائلين بالوجوب على ما ربما يقال(3) ـ لما كان عدم وجوب الإعادة كاشفاً عن عدمه; لأنّه إنّما ينفي الشرطيّة فقط دون الوجوب مطلقاً.

ولكن هذا المعنى مع أنّه محكيّ عن ظاهر الشيخ والحلّي وابن سعيد(4) في


  • (1) وسائل الشيعة 5: 434 ـ 436، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب29 ح1، 4، 5 و 9.
  • (2) تهذيب الأحكام 2: 279 ح1109، الاستبصار 1: 303 ح1124، وعنهما وسائل الشيعة 5: 433، كتاب الصلاة، أبواب الأذان والإقامة ب28 ح2.
  • (3) راجع المستند في شرح العروة الوثقى، موسوعة الإمام الخوئي 13: 240.
  • (4) النهاية: 64 ـ 65، السرائر 1: 209، الجامع للشرائع: 73، وحكى عنهم في مفتاح الكرامة 9: 374.