جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه162)

وأمّا المقام الثالث

فلا إشكال في وقوع عموم الوضع والموضوع له، فإنّ الوضع في أسماءالأجناس كذلك. وأمّا خصوصهما فقيل بوقوعه أيضاً، ومثّل له بالأعلامالشخصيّة.

وفيه: أنّ الجزئيّة تساوق الوجود، فإن اُريد بالوضع الخاصّ والموضوع لهالخاصّ أنّ لفظ زيد مثلاً وضع للملحوظ بالذات وهو الصورة الحاصلة منوجوده الخارجي في الذهن فهذا يستلزم عدم صحّة إطلاقه على زيدالخارجي بنحو الحقيقة، لتغاير الوجود الخارجي مع الوجود الذهني، فلا يمكنأن يقع في الذهن ما في الخارج بوصف كونه في الخارج، ولا أن يقع في الخارجما في الذهن بوصف كونه في الذهن، فلا يصحّ أن يقال: «هذا الجالس زيد» إلبنحو من التجوّز والعناية، مع أنّ الضرورة قاضية بخلافه.

وإن اُريد به أنّه وضع للملحوظ بالعرض أعني لوجوده الخارجي، فهذيستلزم أوّلاً: أن تكون القضيّة الممكنة ضروريّة، فإنّ قولنا: «زيد موجود فيالخارج» قضيّة ممكنة بلا إشكال، لعدم كون الوجود ولا العدم ضروريّاً لزيد،كما أنّ الإنسان ليس ضروري الوجود ولا ضروري العدم، مع أنّا لو قلنبوضع لفظ زيد لوجوده الخارجي لكان هذه القضيّة ضروريّة بشرط المحمول،لأنّ قولنا: «زيد موجود في الخارج» يكون بمعنى «هذا الشيء الموجود فيالخارج موجود في الخارج».

وثانياً: أن لا يصحّ قولنا: «زيد كان معدوماً فصار موجوداً» إلاّ مجازاً.

فلم يوضع ألفاظ الأعلام لوجوداتها الذهنيّة ولا لوجوداتها الخارجيّة،وليس لنا أمر ثالث جزئي حتّى يكون الوضع بإزائه من قبيل الوضع الخاصّ

ج1

والموضوع له الخاصّ.

إن قلت: فكيف الوضع في الأعلام؟

قلت: الظاهر أنّ الموضوع له فيها عامّ، لكن ليس له في الخارج إلاّ مصداقواحد، وذلك بأنّ لفظ زيد مثلاً وضع لأوّل مولود مذكّر أبوه عمرو بن بكرواُمّه هند ابنة خالد، وهذا مفهوم كلّي ليس له في الخارج إلاّ فرد واحد،كمفهوم واجب الوجود.

فالأعلام الشخصيّة مثال لعموم الوضع والموضوع له.

وإن أبيت إلاّ عن تسميته بالوضع الخاصّ والموضوع له الخاصّ فلابدّ منتوسعة في مفهوم كلمة الخاصّ، بأن يُقال: له مصداقان: أحدهما: الجزئيالموجود ذهناً أو خارجاً، ثانيهما: المفهوم الكلّي المنحصر في فرد واحد.

(صفحه164)

في وضع الحروف

الوضع في الحروف(1)

اختلفوا فيه على أقوال:

1ـ نظريّة المشهور فيه

المشهور بين علماء العربيّة أنّ الوضع فيها عامّ والموضوع له خاصّ،فالواضع حين وضع كلمة «من» تصوّر مفهوم «الابتداء» لكن لم يضعها لذلكالمفهوم العامّ المتصوّر، بل وضعها لمصاديقه وأفراده.

2ـ رأي المحقّق الخراساني رحمه‏الله في وضع الحروف

والمحقّق صاحب الكفاية ذهب إلى عموم الوضع والموضوع له بل المستعملفيه أيضاً في الحروف، فإنّه قال:

وأمّا الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ فقد توهّم أنّه وضع الحروف وم


  • (1) البحث في وضع الحروف بحث علمي طويل الذيل ويوجب تربية الذهن، بل يمكن أن يترتّب عليهثمرات عمليّة أيضاً في بعض المباحث الآتية، مثل مسألة رجوع الشرط في الواجب المشروط إلى الهيئةكما عليه المشهور، أو إلى المادّة كما عليه الشيخ الأعظم، فيمكن أن يقال: إنّ المادّة قابلة للتقييد، لأنّ لهمعنىً اسميّاً ذا إطلاق، وأمّا الهيئة التي لها معنى حرفي فلا تقبل التقييد إلاّ إذا كان ما وضع له الحروف عامّاً.
    وترتيب هذه الثمرة على البحث وإن كان لا يخلو عن إشكال، إلاّ أنّه مسألة مهمّة في نفسه، ويمكن أنيترتّب عليه في مبحث مفهوم الشرط كون أداته ذا إطلاق وعدمه. منه مدّ ظلّه.
ج1

اُلحق بها من الأسماء كما توهّم أيضاً أنّ المستعمل فيه فيها خاصّ مع كونالموضوع له كالوضع عامّاً.

والتحقيق حسبما يؤدّي إليه النظر الدقيق أنّ حال المستعمل فيه والموضوعله فيها حالهما في الأسماء، وذلك لأنّ الخصوصيّة المتوهّمة إن كانت هي الموجبةلكون المعنى المتخصّص بها جزئيّاً خارجيّاً، فمن الواضح أنّ كثيراً ما لا يكونالمستعمل فيه فيها كذلك، بل كلّيّاً(1). ولذا التجأ بعض الفحول إلى جعله جزئيّ


  • (1) كما إذا استعملت في مقام الأمر، كأن يقول المولى لعبده: «سر من البصرة إلى الكوفة» فإنّ كلمة «من»استعملت في كلّي الابتداء من البصرة، لأنّ المأمور به قبل وجوده لا يتصوّر أن يكون جزئيّاً، وبعد وجودهفي الخارج لا يمكن أن يكون مأموراً به، فإنّ الخارج ظرف سقوط التكليف لا ثبوته، فالمأمور به وقيودهفي مقام تعلّق الأمر لا يكون إلاّ كلّيّاً.
    وبعبارة اُخرى: هل تعلّق الأمر بالسير المتحقّق في الخارج أو بمفهومه؟
    لا يعقل الأوّل، لأنّه من قبيل الأمر بتحصيل الحاصل، فلابدّ من أن يتعلّق بالمفهوم الذي هو عنوان كلّي لمحالة. بل الأمر كذلك في الإخبار عن المستقبل، كما إذا قال: «سوف أسير من النجف إلى كربلاء» مندون ذكر نقطة ابتداء السير ومقصده وزمانه ومن هو يصاحبه في هذا السير وسائر الخصوصيّات،فلاريب في كون هذا السير بجميع قيوده كلّيّاً.
    ولا يمكن القول بأنّ استعمال الحروف غلط أو مجاز فيما إذا استعملت في مقام الأمر والإخبار عنالمستقبل، وحقيقة فيما إذا استعملت في مقام الإخبار عن الماضي، بل جميع هذه الاستعمالات صحيحةوحقيقيّة. فلا دخل للجزئيّة الخارجيّة في معاني الحروف. منه مدّ ظلّه في توضيح كلام المحقّقالخراساني رحمه‏الله .
    وفيه: أنّه خلط بين الخصوصيّة الخارجيّة والخصوصيّة المبحوث عنها، توضيح ذلك: أنّه لا فرق بين«سرت من البصرة إلى الكوفة» و«سر من البصرة إلى الكوفة» في مفاد كلمة «من» عند المشهور، فإنّها فيكليهما تدلّ على الابتداء الخاصّ، وهو الابتداء الذي له إضافة إلى السير وإضافة اُخرى إلى البصرة.
    نعم، في المثال الأوّل خصوصيّات اُخر معيّنة بحسب الخارج، مثل زمان السير ونقطة ابتدائه، لكن ليدّعي المشهور بدخل هذا النوع من الخصوصيّات في معاني الحروف، لأنّها لا ترتبط بمقام دلالة اللفظ،ألا ترى أنّا كلّما دقّقنا النظر في قول القائل: «سرت من البصرة إلى الكوفة» لا نفهم منه زمان السير ولنقطة شروعه.
    والحاصل: أنّ الخصوصيّات الدخيلة في ماوضع له الحروف عند المشهور دخيلة فيه مطلقاً، سواء فيذلك الحروف المستعملة في جنب الماضي أو الأمر أو المستقبل، وأمّا الخصوصيّات الخارجيّة التي لتتحقّق إلاّ في الجمل الخبريّة الماضويّة فلا بحث فيها؛ لعدم ارتباطها بمقام دلالة اللفظ. هذا ما أفادهشيخنا الاُستاذ«مدّ ظلّه» في مبحث دلالة الفعل على الزمان من مباحث المشتقّ. م ح ـ ى.
(صفحه166)

إضافيّاً وهو كما ترى.

وإن كانت هي الموجبة لكونه جزئيّاً ذهنيّاً، حيث إنّه لا يكاد يكون المعنىحرفيّاً إلاّ إذا لوحظ حالةً لمعنى آخر ومن خصوصيّاته القائمة به ويكون حالهكحال العرض، فكما لا يكون في الخارج إلاّ في الموضوع كذلك هو لا يكونفي الذهن إلاّ في مفهوم آخر، ولذا قيل في تعريفه بأنّه ما دلّ على معنى فيغيره(1)، فالمعنى وإن كان لا محالة يصير جزئيّاً بهذا اللحاظ بحيث يباينه إذلوحظ ثانياً كما لوحظ أوّلاً ولو كان اللاّحظ واحداً.

إلاّ أنّ هذا اللحظ لا يكاد يكون مأخوذاً في المستعمل فيه، وإلاّ فلابدّ منلحاظ آخر متعلّق بما هو ملحوظ بهذا اللحاظ، بداهة أنّ تصوّر المستعمل فيهممّا لابدّ منه في استعمال الألفاظ(2)، وهو كما ترى.


  • (1) فكلمة «من» مثلاً وضعت للابتداء الذي لوحظ وصفاً وحالةً للغير. منه مدّ ظلّه في توضيح كلام صاحبالكفاية رحمه‏الله .
  • (2) توضيح ذلك: أنّ الاستعمال فعل اختياري متعلّق باللفظ والمعنى، فلا يمكن أن يتحقّق إلاّ بعد تصوّراللفظ المستعمل والمعنى المستعمل فيه كليهما، فلو كانت كلمة «من» بمعنى «الابتداء الذي لوحظ حالةًللغير» فلابدّ لنا حين الاستعمال مضافاً إلى اللحاظ المتعلّق باللفظ من لحاظين آخرين في ناحية المعنى:أحدهما: ما يكمل به المعنى، وهو يتعلّق بالابتداء بما أنّه حالة للغير، والثاني: ما نحتاج إليه لأجلالاستعمال، وهو يتعلّق بمجموع المعنى أعني «الابتداء الذي لوحظ حالةً للغير».
    إن قلت: يمكن الاكتفاء بلحاظ واحد في ناحية المعنى محصّل لكلا الغرضين.
    قلت: لا يمكن ذلك، لأنّ اللحاظ المحتاج إليه لأجل الاستعمال متأخّر عن اللحاظ المكمّل للمعنى، فليعقل دخل لحاظ واحد في كلتا المرتبتين، ليحصل به كلا الغرضين.
    وبالجملة: إن اُريد بجزئيّة معاني الحروف الجزئيّة الذهنيّة ـ كما هو ظاهر كلامهم ـ فلابدّ من الفرق بينهوبين الأسماء، بأنّ استعمال الأسماء في معانيها لا يحتاج إلى أكثر من لحاظين: أحدهما يتعلّق باللفظ،والآخر بالمعنى، بخلاف الحروف، فإنّها تحتاج إلى لحاظات ثلاثة: أحدها يتعلّق باللفظ، والثاني بجزءالمعنى، ليكمل ويتمّ به، والثالث بالمعنى الكامل، ليستعمل اللفظ فيه، وهل يمكن الالتزام بهذا الفرق؟!منه مدّ ظلّه في توضيح كلام المحقّق الخراساني رحمه‏الله .