جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج1

موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة(1).

وتبعهم غيرهم في ذلك.

ولابدّ لنا من البحث فيما هو المراد من العرض الذاتي أوّلاً، وفي عموميّة هذالتعريف بالنسبة إلى جميع العلوم ثانياً، فنقول مستعيناً باللّه‏:

إنّ المنطقيّين قسّموا الكلّي إلى خمسة أقسام:

النوع، الجنس، الفصل، العرض العامّ والعرض الخاصّ.

ويعبّر عن الأخيرين بالعرض وعن الثلاثة الاُولى بالذات والذاتيّات.

والعرض كما ينقسم إلى العامّ والخاصّ(2).

ينقسم بتقسيم آخر إلى اللازم والمفارق(3).

وبتقسيم ثالث إلى الذاتي والغريب.

ولا يرتبط ببحثنا إلاّ هذا التقسيم الأخير.

وتوضيح العرض الذاتي والغريب يحتاج إلى ذكر مقدّمة:

وهي أنّ للعرض صوراً ثمانية، لأنّ عروضه على الشيء قد يكون بلواسطة، كالزوجيّة بالنسبة إلى الأربعة(4)، وقد يكون بواسطة أمر داخلي، وهو


  • (1) الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة 1: 30.
  • (2) العرض الخاصّ هو الذي يختصّ بالمعروض ولا يعمّ غيره، والعامّ هو الأعمّ الشامل له ولغيره.م ح ـ ى.
  • (3) العرض اللازم هو الذي يمتنع انفكاكه عن معروضه، والمفارق بخلافه، واللازم ينقسم إلى البيّنبالمعنى الأخصّ وبالمعنى الأعمّ وغير البيّن. ومن أراد تفصيل أقسام العرض اللازم والمفارق فليراجعالمنطق. م ح ـ ى.
  • (4) إن قلت: زوجيّة الأربعة معلولة لانقسامها إلى متساويين.
    قلت: الانقسام معنى الزوجيّة، لا علّة عروضها للأربعة، وإن أبيت إلاّ عن كونه واسطة وعلّة يمكن لنالتمثيل بنفس هذا الانقسام، فإنّ عروضه على الأربعة لا يحتاج إلى واسطة، لكونه لازماً لماهيّتها.منه مدّ ظلّه.
(صفحه24)

إمّا جنس المعروض الذي يعبّر عنه بالجزء الأعمّ، أو فصله الذي يعبّر عنهبالجزء المساوي.

ولا يمكن تصوّر جزء أخصّ للماهيّة، لأنّه يستلزم إمكان وجودها بدونهذا الجزء، وهو مستحيل.

فالعارض بواسطة الجزء الأعمّ، كعروض المشى على الإنسان لكونهحيواناً، وبواسطة الجزء المساوي كعروض العلم عليه لكونه ناطقاً(1).

وقد يكون عروضه بواسطة أمر خارج عن ماهيّة المعروض، وهو علىخمسة أنواع.

لأنّ هذا الأمر الخارج تارةً يكون مساوياً للمعروض، واُخرى أعمّ، وثالثةأخصّ ورابعة مبايناً له.

والمباين قد يكون واسطة في انتقال العرض إلى ذي الواسطة حقيقةً، وقديكون هو متّصفاً بالعرض فقط، وإسناده إلى ذي الواسطة بنحو من المجازوالعناية.

فهذه خمس صور، وأمثلتها(2) بترتيب الصور المذكورة:

1ـ الضحك العارض على الإنسان بواسطة التعجّب، فإنّ التعجّب أمرخارج عن ماهيّة الإنسان مساوٍ له بحسب المصاديق، لأنّ كلّ من يصدق عليهأنّه إنسان يصدق عليه أنّه متعجّب وبالعكس، فهما متساويان بحسب الأفراد.

التعب اللاحق للإنسان بواسطة المشي، فإنّ المشي أيضاً أمر خارج عنماهيّة الإنسان أعمّ منه بحسب المصاديق، لأنّ كلّ من صدق عليه الإنسان


  • (1) فإنّ النطق الذي هو فصل للإنسان، بمعنى الإدراك للكلّيات لا التكلّم. منه مدّ ظلّه.
  • (2) وإن خطر ببالك إشكال في بعض الأمثلة فهو صرف مناقشة في المثال من دون أن يضرّ بأصل المطلب.منه مدّ ظلّه.
ج1

صدق عليه الماشي، ولا عكس، إذ بعض ما صدق عليه أنّه ماش لم يصدقعليه أنّه إنسان.

البصيرة العارضة على الحيوان(1) بواسطة كونه ناطقاً، فإنّ الناطقيّة أمرخارج عن ماهيّة الحيوان(2) أخصّ منه مصداقاً، لأنّ كلّ من يصدق عليهالناطق يصدق عليه الحيوان، ولكن بعض ما صدق عليه الحيوان لم يصدقعليه الناطق.

الحرارة العارضة على الماء بواسطة النار، فإنّ النار أمر خارج عن الماء،لعدم كونها جزءاً مقوّماً له، وبينهما تباين كلّي، لعدم تصادقهما على شيء منالأشياء كما هو واضح، والنار واسطة في انتقال الحرارة إلى الماء حقيقةً، فإنّالماء بعد مجاورته لها يتّصف بأنّه حارّ واقعاً.

ويعبّر عن هذا النوع من الواسطة بالواسطة في الثبوت.

الحركة التي تعرض على الجالس في السفينة بواسطتها، فإنّ السفينة أمرخارج عن حقيقة الجالس، لعدم كونها داخلة في ماهيّته جنساً أو فصلاً،وبينهما تباين كلّي، لعدم وجود مادّة اجتماع لهما، والحركة صفة للسفينة حقيقةً،ولا يتّصف بها الجالس إلاّ بالمجاز والمسامحة.

ويعبّر عن هذا النوع من الواسطة بالواسطة في العروض.

والحاصل: أنّ العرض على ثمانية أقسام:

ما لا واسطة بينه وبين معروضه.

ما يعرضه بواسطة الجزء الأعمّ.


  • (1) لصحّة قولنا: «الحيوان ذو بصيرة» بنحو القضيّة المهملة. منه مدّ ظلّه.
  • (2) لا يخفى عليك أنّ الناطق وإن كان جزءً مقوّماً للإنسان، إلاّ أنّه بالنسبة إلى الحيوان أمر خارج عنه، لعدمكونه جنساً ولا فصلاً له. منه مدّ ظلّه.
(صفحه26)

ما يلحقه بواسطة الجزء المساوي.

ما إذا توسّط بينهما أمر خارج مساوٍ للمعروض.

العرض اللاحق للشيء بواسطة الخارج الأعمّ.

ما إذا كان العروض لأجل الخارج الأخصّ.

ما يعرضه بواسطة أمر مباين بنحو الواسطة في الثبوت.

8 ـ ما يلحقه لأجل أمر مباين بنحو الواسطة في العروض.

إذا عرفت هذا فاعلم أنّهم اختلفوا في العرض الذاتي والغريب على أقوال:

كلام صاحب الكفاية والمحقّق السبزواري رحمهماالله في ذلك

ذهب المحقّق الخراساني رحمه‏الله إلى أنّ العرض الذاتي ما يلحق الشيء بلا واسطةفي العروض(1)، أي مايلحقه حقيقةً، من دون تجوّز وعناية.

وعليه فالقسم الأخير يكون عرضاً غريباً، وسائر الأقسام السبعة جميعهتكون أعراضاً ذاتيّة.

وهذا ما ذهب إليه الحكيم السبزواري رحمه‏الله قبل صاحب الكفاية، حيث قالفي حاشية الأسفار:

والحقّ في معنى العرض الذاتي أن يقال: هو ما يكون عارضاً للشيءووصفاً له بالحقيقة بلا شائبة مجاز أو كذب، أي يكون من قبيل ما يقال لهعند أهل العربيّة: الوصف بحال الشيء، لا الوصف بحال متعلّق الشيء،وبعبارة اُخرى: العرض الذاتي ما لا يكون له واسطة في العروض(2).


  • (1) كفاية الاُصول: 21.
  • (2) الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة 1: 32.
ج1

رأي المشهور في المقام

وذهب المشهور إلى أنّ ثلاثة من الأقسام الثمانية المتقدّمة أعراض ذاتيّة بلإشكال ولا خلاف، وهي: القسم الأوّل والثالث والرابع، أي ما لا واسطة أصلبينه وبين معروضه، وما كان عروضه بواسطة أمر مساوٍ داخلي أو خارجي،وأنّ الأربعة الأخيرة أعراض غريبة، وهي ما كان عروضه بواسطة الخارجالأعمّ أو الأخصّ أو المباين بقسميه.

واختلفوا في القسم الثاني، أعني ما كان عروضه لأجل الجزء الأعمّ.

نظريّة العلاّمة الطباطبائي رحمه‏الله في المسألة

وللعلاّمة الطباطبائي رحمه‏الله كلام ينتج ذاتيّة خصوص ما لا واسطة بينه وبينمعروضه وغرابة ما عداه، فإنّه قال في حاشية الأسفار: العرض الذاتي ميعرض الشيء لذاته فقط، يعني أنّ المعروض بذاته يقتضي العرض، من دونأن يكون بينهما واسطة أصلاً، سواء كانت الواسطة مساوية أو أعمّ أو أخصّ.

وقال في بيان مجرى هذه الأحكام: إنّ ذلك كلّه إنّما يجري في العلومالبرهانيّة من حيث جريان البرهان فيها، وأمّا العلوم الاعتباريّة(1)، التيموضوعاتها اُمور إعتباريّة غير حقيقيّة فلا دليل على جريان شيء من هذهالأحكام فيها أصلاً. واستدلّ على ذاتيّة ما عروضه بلا واسطة، وغرابة ما عداهفي العلوم البرهانيّة بأنّ هذه العلوم تبتني على البرهان، وحيث إنّ البرهانقياس منتج لليقين يجب أن يتألّف من مقدّمات يقينيّة، ولا تكون المقدّمةكذلك إلاّ إذا اجتمع فيها شرائط أربعة:


  • (1) كالفقه واُصوله والصرف والنحو. منه مدّ ظلّه.