جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج1

أيضاً بهذا المعنى، فصحّة الاستعمال سواء كان بنحو الحقيقة أو المجاز تكونبمعنى حسنه، وعلى هذا إن أراد بالحسن ما يقابل القبح يشمل الغلط أيضاً؛لأنّه وإن كان غلطاً إلاّ أنّه لا يكون قبيحاً، وإن أراد به ما يقابل عدم الحسنيشمل المجاز فقط دون الحقيقة، لأنّ الاستعمال في المعنى الحقيقي لا يكونحسناً مع كونه صحيحاً قطعاً.

في ماهيّة المجاز

وهذا البحث مبنيّ على كون المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له كما هوالمشهور، وأمّا إذا قلنا بكونه استعمالاً فيما وضع له استعارةً كان أو مجازمرسلاً، فلا مجال لهذا البحث أصلاً كما لا يخفى.

فالمهمّ هو التحقيق في هذه الجهة، فنقول:

مسلك السكّاكي حول الاستعارة

ذهب السكّاكي خلافاً للمشهور إلى أنّ الاستعارة حقيقة لغويّة وأنّ اللفظفي هذا القسم من المجازات يستعمل فيما وضع له، لكنّ العقل يتصرّف فيالموضوع له بتوسعته بحيث يكون أفراده على قسمين: حقيقي وادّعائي، فإذقلنا: «رأيت أسداً يرمي» استعمل لفظ «أسد» مع حفظ معناه الحقيقي وهوالحيوان المفترس في زيد، بادّعاء كونه أيضاً فرداً منه.

واستدلّ عليه بأنّ استعمال لفظ مكان لفظ آخر لا يصحّ إلاّ إذا كان مشتملعلى صناعة البيان أو البديع، وواضح أنّ تبديل كلمة «الشجاع» بـ «أسد» فيقولنا: «زيد أسد» خالٍ عن الظرافة واللطف لو لم يكن بلحاظ المعنى، فأينالصناعة؟!

(صفحه236)

ثمّ أيّده بأنّه لولاه لما صحّ التعجّب في قول الشاعر:

 قامت تظلّلني عن الشمس  نفس أعزّ عليَّ من نفسي
 قامت تظلّلني ومن عجب  شمس تظلّلني عن الشمس

لعدم التعجّب في كون امرأة ذات ظلّ لو لم تكن شمساً ادّعاءاً(1).

فالسكّاكي خالف المشهور في الاستعارة ووافقهم في سائر المجازات.

توجيه كلام السكّاكي رحمه‏الله

ولكن في كلامه مع حفظ ظاهره إشكال، وهو أنّ اسم الجنس وضعللعموم، فاستعماله في مصداقه الحقيقي استعمال في غير ما وضع له فضلاً عنمصداقه الادّعائي، ولذا يكون الحمل في مثل «زيد إنسان» شائعاً صناعيّاً،ويكون المعنى: «زيد مصداق من مصاديق طبيعة الإنسان» مع أنّ زيداً لو كانما وضع له لفظ الإنسان لكانا متّحدين بحسب الماهيّة، فكان الحمل أوّليّذاتيّاً.

فإذا استعمل اسم الجنس في مصداقه الادّعائي بعلاقة المشابهة، مثل «أسدعليّ وفي الحروب نعامة» لم يكن مستعملاً في مفهومه العامّ، فيكون استعمالاً فيغير ما وضع له، فما ذهب إليه من أنّ لفظ «أسد» مثلاً مع حفظ معناه الحقيقياستعمل في مثل زيد لا يتمّ بظاهره، لما عرفت من أنّ استعماله في أفرادهالواقعيّة ليس حقيقةً لغويّة، فضلاً عن مصاديقه الادّعائيّة.

فلابدّ من توجيه كلامه بأنّ الاستعارة عبارة عن توسعة الموضوع له بحيثيعمّ المصداق الادّعائي، فالمصداق الادّعائي يدخل تحت الموضوع له، لا أنّ


  • (1) مفتاح العلوم: 371، ومختصر المعاني للتّفتازاني: 158.
ج1

اللفظ مع حفظ مفهومه العامّ يستعمل فيه، فإنّه لا يصحّ كما مرّ.

وأيضاً لابدّ في كلامه من توضيح وتوجيه آخر، وهو أنّ الاستعارة فيالأعلام الشخصيّة مثل إطلاق لفظ «حاتم» وإرادة زيد بعلاقة المشابهة فيالجود لابدّ من أن تكون بادّعاء العينيّة، لا بادّعاء كونه فرداً منه، لعدم تحقّقالعموم في الأعلام حتّى تكون ذات أفراد، فإذا قلنا: «زيد حاتم» ندّعي أنّهعين حاتم ومتّحد معه بلحاظ كثرة جوده.

فالاستعارة حقيقة لغويّة، لكن بادّعاء فرديّة المستعمل فيه للموضوع له فيأسماء الأجناس، وبادّعاء عينيّته له في الأعلام الشخصيّة.

بيان المختار في حقيقة المجاز

وما ذهب إليه السكّاكي وإن كان حقّاً، إلاّ أنّه لا يختصّ بالاستعارة، فإنّعامّة المجازات كذلك كما ذهب إليه سيّدنا الاُستاذ الأعظم الإمام«مدّ ظلّه» تبعلاُستاذه العلاّمة المحقّق الشيخ محمّد رضا الاصفهاني المسجد شاهي رحمه‏الله صاحبكتاب «وقاية الأذهان».

وما أفاده هذا المحقّق الكبير نظير ما ذهب إليه صاحب الكفاية في مبحثتخصيص العامّ، من تحقّق إرادتين: استعماليّة وجدّيّة، وابتنى عليه أنّالتخصيص لا يستلزم التجوّز، لأنّ لفظ العامّ استعمل في العموم، لكنّ المرادالجدّي هو غير مورد المخصّص.

وحاصل ما أفاده المحقّق المسجدشاهي أيضاً في المقام: أنّ ما هو المراداستعمالاً غير ما هو المراد جدّاً، فإذا قيل: «رأيت أسداً يرمي» استعمل لفظالأسد في معناه الحقيقي، وهو الحيوان المفترس، لكنّ المراد الجدّي هو المعنىالمجازي أعني الرجل الشجاع بادّعاء كونه فرداً من أفراد الأسد، وإذا اُطلق

(صفحه238)

لفظ «العين» على الربيئة(1) بعلاقة الجزء والكلّ استعملت في معناها وهوالجارحة المخصوصة، لكنّ الإرادة الجدّيّة تعلّقت بالربيئة بادّعاء كونه عينباصرة بتمام وجوده، لكمال مراقبته، وهكذا سائر أنواع المجاز.

واستدلّ عليه بأنّ الاستعمالات المجازيّة ليست إلاّ لما فيها من الحسنوالظرافة، ولا حسن في تبادل الألفاظ والتلاعب بها ما لم يكن بلحاظ المعنىوتوسعة المفاهيم إلى ما لا يسعه وضع ألفاظها ابتداءً. ألا ترى أنّ قول النسوةفي قصّة يوسف: «حَاشَ للّه‏ِِ مَا هَذَا بَشَرا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ»(2) لا ظرافةفيه لو أردن «إن هذا إلاّ يوسف»، بل لا يلائمه قولهنّ: «حاش للّه‏» إذ لا تعجّبفي كونه يوسف، وإنّما التعجّب في كونه ملكاً كريماً.

وهكذا قول اخوة يوسف لأبيهم ـ بعد رجوعهم إليه حين اتّهموا بسرقةصواع الملك ثمّ استخرجت من وعاء أخيه ـ : «يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَشَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ* وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَوَالْعِيرَ الَّتِى أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ»(3) إذ لا حسن فيه لو اُريد من القريةأهلها بنحو المجاز في الحذف، أو بعلاقة تسمية الشيء باسم محلّه، فإنّ العلاقةمصحّحة للاستعمال لا موجبة للحسن والظرافة، وإنّما الحسن والظرافة فيما إذاُريد أنّ هذه القصّة بلغت من الوضوح مرتبةً يشهد بها القرية بما فيها منالأحجار والأشجار وغيرهما من الجمادات والنباتات فضلاً عن الآدميّين.

وهكذا قول الفرزدق الشاعر في شأن عليّ بن الحسين عليهماالسلام حين أنكر هشام


  • (1) وهو الشخص الرقيب. م ح ـ ى.
  • (2) يوسف: 31.
  • (3) يوسف: 81 ـ 82 .
ج1

بن عبد الملك معرفته:

 «هذا الذي تعرف البطحاء وطأته  والبيت يعرفه والحلّ والحرم»

إذ لا ظرافة فيه لو اُريد أنّه يعرفه أهل البطحاء، وصاحب البيت، وأهلالحلّ والحرم، وإنّما الظرافة واللطافة فيما إذا اُريد أنّه عليه‏السلام بمثابة من الشهرةوالمقامات المعنوية حتّى يعرفه هذه الجمادات فضلاً عن الإنسان.

بل لا مجال لقول المشهور في المجاز المركّب(1) أصلاً، لأنّه مركّب من كلماتاستعمل كلّ منها في معناها الحقيقي واُريد من المجموع خلاف ظاهره، كقولنللمتحيّر: «أراك تقدّم رجلاً وتؤخّر اُخرى» مع أنّه ليس للمركّب وضع علىحدة ليستعمل في غير ما وضع له، فيعلم من ذلك أنّا لم نتفوّه بهذا الكلام إلبعد ادّعاء كون هذا الرجل المتردّد شخصاً متمثّلاً كذلك، وأنّ حاله وأمرهيتجلّى في هذا المثال كأنّه هو.

هذه قضاوة الوجدان وشهادة الذوق السليم، بل ما ذكر في المركّبات منأقوى الشواهد على المدّعى، وبه يحفظ لطائف الكلام وجمال الأقوال فيالخطب والأشعار(2).

هذا حاصل ما أفاده الشيخ محمّد رضا الاصفهاني المسجدشاهي رحمه‏الله .

والفرق بينه وبين ما اختاره السكّاكي في ثلاثة اُمور:


  • (1) المجاز على ثلاثة أقسام: المجاز المفرد، وعرّفه المشهور بـ «كلمة مستعملة في غير ما وضعت له» نحو«رأيت أسداً يرمي»، والمجاز في الإسناد، وهو ما استعمل فيه كلّ كلمة في معناها، لكنّ الإسناد مجاز، نحو«أنبت الربيع البقل» إذ الإنبات فعل اللّه‏ تعالى حقيقةً، والمجاز المركّب، وهو ما استعمل فيه كلّ كلمة فيمعناها، لكن اُريد من المجموع غير ظاهره، كقولنا للمتحيّر: «أراك تقدّم رجلاً وتؤخّر اُخرى».منه مدّ ظلّه.
  • (2) وقاية الاذهان: 103، وتهذيب الاُصول 1: 61.