جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج1

(صفحه476)

في الفرق بين المشتقّ ومبدئه

الثاني: في الفرق بين المشتقّ ومبدئه

البحث حول ما اختاره أهل المعقول في المقام

المشهور بين الفلاسفة أنّ الفرق بين المشتقّ ومبدئه إنّما هو باعتبار «لبشرط» و«بشرط لا» ووقع البحث في مرادهم من هاتين الكلمتين ـ لبشرط وبشرط لا ـ .

ففسّر صاحب الفصول رحمه‏الله مرادهم منهما بما يراد في بحث المطلق والمقيّد،وهو أنّ الماهيّة إذا قيست إلى العوارض والطوارئ الخارجيّة مرّةً تلاحظ لبشرط بالإضافة إليها واُخرى بشرط شيء وثالثة بشرط لا، فعلى الأوّلتسمّى الماهيّة مطلقة ولا بشرط، وعلى الثاني بشرط شيء، وعلى الثالثبشرط لا.

ثمّ أورد عليهم بأنّ صحّة الحمل وعدمها لا تختلف من حيث اعتبار شيءلا بشرط أو بشرط لا، لأنّ العلم والحركة وما شاكلهما، ممّا يمتنع حملها علىالذوات، وإن اعتبرت لا بشرط، فإنّ ماهيّة الحركة أو العلم بنفسها آبية عنالحمل على الشيء حقيقةً، فلا يقال: «زيد علم أو حركة» إلاّ بنوع من العنايةوالتجوّز، ومجرّد اعتبارها لا بشرط لا يوجب انقلابها عمّا كانت عليه، فمذكروه من الفرق بين المشتقّ ومبدئه لا يرجع إلى معنى صحيح.

ج1

كلام صاحب الكفاية رحمه‏الله في الفرق بين المشتقّ ومبدئه

وذهب المحقّق الخراساني إلى أنّ كلام الفلاسفة يرجع إلى الفرق الذاتيبينهما، فإنّه قال: الفرق بين المشتقّ ومبدئه مفهوماً أنّه بمفهومه لا يأبى عنالحمل على ما تلبّس بالمبدء، ولا يعصي عن الجري عليه، لما هما عليه منالاتّحاد، بخلاف المبدء، فإنّه بمعناه يأبى عن ذلك، بل إذا قيس ونسب إليه كانغيره، لا هو هو، وملاك الحمل والجري إنّما هو نحو من الاتّحاد والهوهويّة،وإلى هذا يرجع ما ذكره أهل المعقول في الفرق بينهما، من أنّ المشتقّ يكونلا بشرط، والمبدء يكون بشرط لا، أي يكون مفهوم المشتقّ غير آبٍ عنالحمل ومفهوم المبدء يكون آبياً عنه(1).

ثمّ اعترض على صاحب الفصول رحمه‏الله بقوله:

وصاحب الفصول رحمه‏الله حيث توهّم أنّ مرادهم إنّما هو بيان التفرقة بهذينالاعتبارين بلحاظ الطوارئ والعوارض الخارجيّة مع حفظ مفهوم واحدأورد عليهم بعدم استقامة الفرق بذلك، لأجل امتناع حمل العلم والحركة علىالذات وإن اعتبرا لا بشرط، وغفل عن أنّ المراد ما ذكرنا، كما يظهر منهم منبيان الفرق بين الجنس والفصل وبين المادّة والصورة، فراجع(2)، إنتهى كلامه.

نقد ما فسّر به صاحب الكفاية كلام مشهور الفلاسفة في المقام

ونوقش(3) في كلام المحقّق الخراساني رحمه‏الله بأنّ ما نسبه إلى أهل المعقول من أنّ


  • (1) كفاية الاُصول: 74.
  • (2) المصدر نفسه.
  • (3) المناقشة مربوطة بما نسبه إلى أهل المعقول، وأمّا أصل كلامه فتلقّوه بالقبول، فإنّ المحقّق الاصفهاني رحمه‏الله قال: وأمّا «ما أفاده اُستاذنا العلاّمة«أدام اللّه‏ أيّامه» في المتن، من أنّ الفرق بين المشتقّ ومبدئه أنّه بمفهومه ليأبى عن الجري والحمل بخلاف المبدء، فإنّه يأبى عنه، وأنّه إلى ذلك يرجع ما أفاده أهل المعقول منالفرق بينهما بلا بشرط وبشرط لا، لا حفظ مفهوم واحد وملاحظة الطوارئ» فهو وإن كان صحيحاً فينفسه حيث إنّهما كذلك كما سيجيء إن شاء اللّه‏ تعالى، إلاّ أنّ إرجاع كلمات أهل المعقول إلى ذلك لعلّهلحسن ظنّه بهم، وإلاّ فكلماتهم صريحة... نهاية الدراية 1: 226. م ح ـ ى.
(صفحه478)

مرادهم هو الفرق الحقيقي بين المشتقّ ومبدئه خلاف صريح كلامهم.

فالمحقّق الاصفهاني رحمه‏الله حكى منهم في حاشيته على الكفاية كلامين صريحينفي أنّ مرادهم من «لا بشرط» و«بشرط لا» أمران اعتباريّان، لا ذاتيّان:

كلام العلاّمة الدواني حول الفرق بين المشتقّ ومبدئه

ما نقله عن المحقّق الدواني رحمه‏الله بقوله: المحكيّ عن العلاّمة الدوانيأنّه لا فرق بين المشتقّ ومبدئه الحقيقي(1) دون مبدئه المشهوري وهو المصدرإلاّ بالاعتبار، وقد صرّح بخروج الذات والنسبة معاً عن مداليل المشتقّات،فإنّه قال في تعليقاته على شرح التجريد للقوشجي ـ في مقام الردّ على من زعمأنّ الأجزاء المحمولة لا تكون مفهومات المشتقّات، لاشتمالها على النسبة ـ ملفظه:

التحقيق أنّ معنى المشتقّ لا يشتمل على النسبة بالحقيقة، فإنّ معنى الأبيضوالأسود ونظائرهما ما يعبّر عنه في الفارسيّة بـ «سفيد وسياه» وأمثالهما، ولمدخل في مفهومهما للموصوف لا عامّاً(2) ولا خاصّاً، إذ لو دخل في مفهومالأبيض «الشيء» كان معنى قولنا: «الثوب الأبيض» الثوب الشيء الأبيض(3)،


  • (1) المبدء الحقيقي هو المادّة غير المتحصّلة مثل «ض ـ ر ـ ب» والمبدء المشهوري هو المصدر. م ح ـ ى.
  • (2) المراد بالعامّ مفهوم «الشيء» وبالخاصّ مصداقه. م ح ـ ى.
  • (3) حقّ العبارة أن يقال: «الشيء الذي له البياض». منه مدّ ظلّه.
ج1

ولو دخل فيه «الثوب» بخصوصه كان معناه الثوب الثوب الأبيض(1)، وكلاهممعلوما الانتفاء(2).

كلام صدر المتألّهين في الفرق بين المشتقّ ومبدئه

ما حكاه عن صدر المتألّهين في الشواهد الربوبيّة، وهو أنّ مفهوم المشتقّعند جمهور علماء الكلام متحصّل من الذات والصفة والنسبة، وعند بعضالمحقّقين هو عين الصفة، لاتّحاد العرض والعرضي عنده بالذات، والفرق بكونالصفة عرضاً غير محمول إذا اُخذ في العقل بشرط لا شيء، وعرضيّاً محمولإذا اُخذ لا بشرط(3).

كلام آخر للمحقّق الدواني في اتّحاد المشتقّ ومبدئه

ويؤيّد كون الفرق بين المشتقّ ومبدئه بمجرّد الاعتبار عند أهل المعقول محكاه الحكيم السبزواري رحمه‏الله في حاشية الأسفار عن العلاّمة الدواني على ما فيحاشية الكفاية للمحقّق الاصفهاني رحمه‏الله ، فإنّه قال:

نقل عنه(4) بعض(5) المحقّقين وجهين آخرين:

أحدهما: أنّا إذا رأينا شيئاً أبيض فالمرئي بالذات هو البياض، ونحن نعلمبالضرورة أنّا قبل ملاحظة أنّ البياض عرض والعرض لا يوجد قائماً بنفسهنحكم بأنّه بياض وأبيض، ولو لا الاتّحاد بالذات بين الأبيض والبياض لم


  • (1) حقّ العبارة أن يقال: «الثوب الذي له البياض». منه مدّ ظلّه.
  • (2) نهاية الدراية 1: 221.
  • (3) نهاية الدراية 1: 227.
  • (4) أي عن العلاّمة الدواني رحمه‏الله . م ح ـ ى.
  • (5) هو الحكيم السبزواري رحمه‏الله . م ح ـ ى.