جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه206)

«الجسم له البياض» و«زيد في الدار»: «الجسم الذي له البياض» و«زيد الذيفي الدار» كانت النسبة باقية مع عدم بقاء القضيّة، الثاني: أنّ النسبة في مثلهذه القضايا بين الموضوع وجزء من المحمول، لا بينه وبين نفس المحمول، فإنّالارتباط واقع بين زيد والدار مثلاً مع أنّ المحمول مجموع «في الدار» من الجارّوالمجرور، ولا نسبة بين هذا المجموع وبين زيد. فالذي بينه وبين الموضوع ربطليس بمحمول، والذي هو المحمول ليس بينه وبين الموضوع نسبة وربط، وهذيكشف عن عدم كون النسبة لأجل القضيّة.

فتبيّن أنّه ليس لنا في القضايا الموجبة قضيّة مركّبة من ثلاثة أجزاء؛ لعدمتعقّل النسبة فيها.

وأمّا السوالب فظاهر كلام المشهور يعمّها، فهي أيضاً عندهم مركّبة منالموضوع والمحمول ونسبة السلب، وفساده أظهر من الموجبات؛ لأنّ السلبليس بشيء حتّى تتحقّق النسبة بينه وبين شيء آخر وجودي، وإن كانالمسلوب أمراً موجوداً في الخارج، كما في مثل «زيد ليس في الدار» وأمّا إذا لميكن المسلوب موجوداً مثل «زيد ليس بقائم» فيرد عليه إشكال آخر أيضاً،وهو أنّ زيداً إذا لم يكن قائماً فليس لنا سوى زيد شيء آخر لكي يتحقّقالنسبة السلبيّة بينه وبين زيد.

وبعبارة اُخرى: إذا قلنا: «زيد ليس في الدار» فكلّ من «زيد» و«الدار»وإن كانا موجودين في الخارج، إلاّ أنّ السلب أمر عدمي لا تتحقّق النسبة بينهوبين شيء آخر، وإذا قلنا: «زيد ليس بقائم» فيرد عليه مضافاً إلى كونالسلب عدميّاً أنّه ليس في الخارج قيام كي تتحقّق نسبة سلبه إلى زيد.

نعم، لو قلنا بأنّ مرادهم من «نسبة السلب» سلب النسبة ـ وإن كان خلافظاهره ـ فهو صحيح في مثل «زيد في الدار» فقط، فإنّ كلاًّ من «زيد»

ج1

و«الدار» موجودان، وليس بينهما نسبة.

والحاصل: أنّ القول بتركّب القضايا الحمليّة من ثلاثة أجزاء خلاف الواقع،لعدم تحقّق النسبة لا في الموجبات ولا في السوالب أصلاً.

وبهذا ظهر فساد قول المنطقيّين: «العلم إن كان إذعاناً للنسبة فتصديق وإلفتصوّر» وقول أهل البلاغة في تعريف الصدق: «الصدق في القضايا أن يكونلنسبتها واقع تطابقه».

لا يقال: كلامكم يقتضي خلوّ القضيّة المحكيّة عن النسبة، ولعلّ مرادالمشهور أنّ القضيّة اللفظيّة والمعقولة مركّبة من ثلاثة أجزاء.

فإنّه يقال: الأصل كما عرفت هو القضيّة الواقعيّة المحكيّة، وأمّا اللفظيّةالحاكية وكذا المعقولة فهما تابعتان للواقع، فإذا كان الواقع خالياً عن النسبةكانت القضيّة اللفظيّة أيضاً خالية عنها، وإلاّ فلم تكن مطابقة للواقع ومرآةً له،فلم تكن صادقة، والقضيّة المعقولة أيضاً لابدّ من أن تكون مطابقة للواقع،لأنّها صورته المرتسمة في ذهن المخاطب عند سماع القضيّة اللفظيّة.

ملاك الحمل في القضاي

إن قلت: لو كانت القضايا الحمليّة خالية عن النسبة، فما ملاك الحمل فيها؟

قلت: ملاك الحمل هو الاتّحاد والهوهويّة كما قال المحقّق الخراساني رحمه‏الله فيمبحث المشتقّ(1).

وأكمل مراتب الهوهويّة هو الاتّحاد في المراحل الثلاث، أعني في المفهوموالماهيّة والوجود الخارجي، كما في قولنا: «الإنسان إنسان» وأوسطها هو


  • (1) وكلامه هذا وإن كان حقّاً، إلاّ أنّه مغاير لما اختاره في مبحث إطلاق اللفظ وإرادة نوعه، من تركّب القضيّةمن ثلاثة أجزاء كما قال به المشهور. منه مدّ ظلّه.
(صفحه208)

الاتّحاد في الماهيّة والوجود، كما في قولنا: «الإنسان حيوان ناطق» وأضعفههو الاتّحاد في الوجود فقط، كما في الحمل الشائع الصناعي بقسميه، مثل«البياض أبيض» و«الجسم أبيض».

نعم، يمكن الإشكال في تحقّق الاتّحاد في مثل «الجسم له البياض» و«زيد فيالدار» من الحمليّات بالحمل الشايع بالعرض، لكنّ الحقّ كما قال النحويّونأنّها مأوّلة بتقدير «كائن» و«ثابت» ونحوهما، فالاتّحاد بين الموضوع وما هوالمحمول واقعاً، ثابت، وإن لم يتحقّق الاتّحاد بينه وبين ما هو المحمول بحسبالظاهر.

هذا في القضايا الموجبة.

وأمّا في السوالب ـ وهي التي يكون الملاك فيها نفي الهوهويّة والاتّحاد فلابدّ من ملاحظة نفي الاتّحاد الذي لوحظ ثبوته في موجباتها.

ففي الحمليّات بالحمل الشايع مثل «زيد ليس بقائم» لابدّ من لحاظ نفيالهوهويّة بحسب الوجود(1) لأنّ الهوهويّة في موجباتها كانت بملاكه(2).

وفي مثل «الإنسان ليس بحيوان ناهق» لابدّ من لحاظ نفي الاتّحاد بحسبالماهيّة(3)، لأنّ الاتّحاد في ما يسانخها من الموجبات مثل «الإنسان حيوانناطق» يكون بحسبها.


  • (1) والموضوع والمحمول في مثله وإن لم يكونا متّحدين بحسب الماهيّة والمفهوم أيضاً، إلاّ أنّ نفيالاتّحاد بملاكهما لم يكن ملحوظاً. م ح ـ ى.
  • (2) فقضيّة «زيد إنسان» صادقة بالحمل الشايع الذي ملاكه الاتّحاد بحسب الوجود، وكاذبة بالحمل الأوّليالذي ملاكه الاتّحاد بحسب الماهيّة، لأنّ ماهيّة «زيد» غير ماهيّة «الإنسان». بخلاف قضيّة «زيد ليسبإنسان» فإنّها صادقة بملاك نفي الحمل الأوّلي، وكاذبة بملاك نفي الحمل الشايع كما لا يخفى. م ح ـ ى.
  • (3) وأمّا نفي الاتّحاد بحسب المفهوم والوجود فليس بملحوظ. م ح ـ ى.
ج1

وأمّا مثل قضيّة «الإنسان ليس بحيوان ناطق» فإن اطلقت بملاك سلبالاتّحاد في المفهوم، كانت قضيّة صادقة، لعدم اتّحاد الموضوع والمحمول فيهمفهوماً وإن اتّحدا ماهيّةً ووجوداً، وإن اُطلقت بملاك سلب الاتّحاد في الماهيّة،كانت قضيّة كاذبة، عكس قولنا: «الإنسان حيوان ناطق» فإنّه قضيّة كاذبة إنلوحظ الاتّحاد بحسب المفهوم، وصادقة إن لوحظ بملاك الماهيّة كما لا يخفى.

(صفحه210)

في الخبر والإنشاء

في الخبر والإنشاء

مسلك صاحب الكفاية رحمه‏الله في الفرق بينهم

قد عرفت أنّ المحقّق الخراساني رحمه‏الله قال باتّحاد المعنى الحرفي والاسمي فيالمراحل الثلاثة، أعني الوضع والموضوع له والمستعمل فيه، وفرّق بينهما بحسبمقام الاستعمال(1).

ثمّ قال بعد ذلك:

ثمّ لا يبعد أن يكون الاختلاف في الخبر والإنشاء أيضاً كذلك، فيكونالخبر موضوعاً ليستعمل في حكاية ثبوت معناه في موطنه، والإنشاء ليستعملفي قصد تحقّقه وثبوته(2)، وإن اتّفقا فيما استعملا فيه(3).

توضيح محلّ النزاع يحتاج إلى ذكر مقدّمة: وهي أنّ الجمل على ثلاثةأقسام: بعضها متمحّض في الخبريّة، نحو «زيد قائم» وبعضها في الإنشائيّة نحو


  • (1) فذهب رحمه‏الله إلى عموميّة الوضع والموضوع له والمستعمل فيه في الحروف وما يسانخها من الأسماء،وفرّق بينهما بأنّ الاسم وضع ليراد منه معناه بما هو هو وفي نفسه، والحرف ليراد منه معناه لا كذلك، بلبما هو حالة لغيره. م ح ـ ى.
  • (2) في هذه العبارة إشكال، فإنّ ظاهرها كون الاختلاف بين الخبر والإنشاء في المستعمل فيه، مع أنّ مرادهأنّه في مقام الاستعمال، ولو قال: «فيكون الخبر موضوعاً ليستعمل في المعنى في مقام قصد حكايته،والإنشاء ليستعمل فيه في مقام قصد تحقّقه وثبوته» لكان مطابقاً لمراده. منه مدّ ظلّه.
  • (3) كفاية الاُصول: 27.