جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه232)

تقدّم، وهو معنى حرفي قائم بالطرفين، ونحن وإن أنكرنا تحقّق النسبة فيالقضايا الحمليّة لكن لم ننكر الهوهويّة التي هي أيضاً من المعاني الحرفيّة.

وهكذا القضايا المأوّلة نحو «زيد في الدار» ضرورة أنّ المقصود بها أيضتفهيم الهوهويّة بناءً على تقدير «كائن» ونحوه، وتفهيم الربط بين زيد والدار(1)بناءً على عدمه، وكلاهما من الوجودات الرابطة.

وهكذا الجمل الفعليّة، فإنّ المراد بقولنا: «ضرب زيد» تفهيم صدورالضرب من زيد، وهو معنى حرفي، لأنّ حقيقته الربط بين الضرب وزيد.

فالمعاني الحرفيّة مع كونها أضعف الوجودات مهمّة من هذه الجهة.


  • (1) والربط هنا كون الدار ظرفاً لزيد. م ح ـ ى.
ج1

(صفحه234)

في استعمال اللفظ في المعنى المجازي

الأمر الثالث

في استعمال اللفظ في المعنى المجازي

نظريّة صاحب الكفاية في المقام

قال المحقّق الخراساني رحمه‏الله : صحّة استعمال اللفظ فيما يناسب ما وضع له هلهي بالوضع أو بالطبع؟ وجهان، بل قولان: أظهرهما: أنّها بالطبع، بشهادةالوجدان بحسن الاستعمال فيه ولو مع منع الواضع عنه، وباستهجان الاستعمالفيما لا يناسبه ولو مع ترخيصه، ولا معنى لصحّته إلاّ حسنه(1)، إنتهى.

البحث حول ما أفاده المحقّق الخراساني رحمه‏الله

وهو وإن كان صادقاً في دعواه، لأنّ صحّة استعمال الأعلام الشخصيّة فيالمعاني المجازيّة كاستعمال «حاتم» في الرجل الجواد لا يتصوّر كونها بترخيصالواضع، لعدم علم أبيه بصيرورته جواداً حتّى يجيز استعمال اسمه فيمن يشبههفي ذلك.

إلاّ أنّ الدليل الذي أقام عليه غير تامّ.

لأنّ صحّة الاستعمال لو كانت بمعنى حسنه لكانت في الاستعمالات الحقيقيّة


  • (1) كفاية الاُصول: 28.
ج1

أيضاً بهذا المعنى، فصحّة الاستعمال سواء كان بنحو الحقيقة أو المجاز تكونبمعنى حسنه، وعلى هذا إن أراد بالحسن ما يقابل القبح يشمل الغلط أيضاً؛لأنّه وإن كان غلطاً إلاّ أنّه لا يكون قبيحاً، وإن أراد به ما يقابل عدم الحسنيشمل المجاز فقط دون الحقيقة، لأنّ الاستعمال في المعنى الحقيقي لا يكونحسناً مع كونه صحيحاً قطعاً.

في ماهيّة المجاز

وهذا البحث مبنيّ على كون المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له كما هوالمشهور، وأمّا إذا قلنا بكونه استعمالاً فيما وضع له استعارةً كان أو مجازمرسلاً، فلا مجال لهذا البحث أصلاً كما لا يخفى.

فالمهمّ هو التحقيق في هذه الجهة، فنقول:

مسلك السكّاكي حول الاستعارة

ذهب السكّاكي خلافاً للمشهور إلى أنّ الاستعارة حقيقة لغويّة وأنّ اللفظفي هذا القسم من المجازات يستعمل فيما وضع له، لكنّ العقل يتصرّف فيالموضوع له بتوسعته بحيث يكون أفراده على قسمين: حقيقي وادّعائي، فإذقلنا: «رأيت أسداً يرمي» استعمل لفظ «أسد» مع حفظ معناه الحقيقي وهوالحيوان المفترس في زيد، بادّعاء كونه أيضاً فرداً منه.

واستدلّ عليه بأنّ استعمال لفظ مكان لفظ آخر لا يصحّ إلاّ إذا كان مشتملعلى صناعة البيان أو البديع، وواضح أنّ تبديل كلمة «الشجاع» بـ «أسد» فيقولنا: «زيد أسد» خالٍ عن الظرافة واللطف لو لم يكن بلحاظ المعنى، فأينالصناعة؟!

(صفحه236)

ثمّ أيّده بأنّه لولاه لما صحّ التعجّب في قول الشاعر:

 قامت تظلّلني عن الشمس  نفس أعزّ عليَّ من نفسي
 قامت تظلّلني ومن عجب  شمس تظلّلني عن الشمس

لعدم التعجّب في كون امرأة ذات ظلّ لو لم تكن شمساً ادّعاءاً(1).

فالسكّاكي خالف المشهور في الاستعارة ووافقهم في سائر المجازات.

توجيه كلام السكّاكي رحمه‏الله

ولكن في كلامه مع حفظ ظاهره إشكال، وهو أنّ اسم الجنس وضعللعموم، فاستعماله في مصداقه الحقيقي استعمال في غير ما وضع له فضلاً عنمصداقه الادّعائي، ولذا يكون الحمل في مثل «زيد إنسان» شائعاً صناعيّاً،ويكون المعنى: «زيد مصداق من مصاديق طبيعة الإنسان» مع أنّ زيداً لو كانما وضع له لفظ الإنسان لكانا متّحدين بحسب الماهيّة، فكان الحمل أوّليّذاتيّاً.

فإذا استعمل اسم الجنس في مصداقه الادّعائي بعلاقة المشابهة، مثل «أسدعليّ وفي الحروب نعامة» لم يكن مستعملاً في مفهومه العامّ، فيكون استعمالاً فيغير ما وضع له، فما ذهب إليه من أنّ لفظ «أسد» مثلاً مع حفظ معناه الحقيقياستعمل في مثل زيد لا يتمّ بظاهره، لما عرفت من أنّ استعماله في أفرادهالواقعيّة ليس حقيقةً لغويّة، فضلاً عن مصاديقه الادّعائيّة.

فلابدّ من توجيه كلامه بأنّ الاستعارة عبارة عن توسعة الموضوع له بحيثيعمّ المصداق الادّعائي، فالمصداق الادّعائي يدخل تحت الموضوع له، لا أنّ


  • (1) مفتاح العلوم: 371، ومختصر المعاني للتّفتازاني: 158.