جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه410)

نقد كلام صاحبي الكفاية والمعالم رحمهماالله

ويمكن المناقشة فيما أفاده المحقّق الخراساني رحمه‏الله أخيراً بأنّه لو اُريد من تثنيةالعين مثلاً فردان من الجارية وفردان من الباكية لم يكن من قبيل استعمالها فيالمعنيين، بل من قبيل استعمال المفرد فيهما، فإنّ علامة التثنية وهي الألف أوالياء مع النون إنّما تدلّ على إثنين ممّا اُريد من مفردها، ففي الفرد المذكور اُريدمن العين، العين الباكية والعين الجارية، وعلامة التثنية الملحقة بها لا تدلّ إلعلى تضاعف ما اُريد من المفرد، وهذا أصل معنى التثنية لا أكثر منه(1).

وبه قد انقدح فساد ما ذهب إليه صاحب المعالم رحمه‏الله من جواز استعمال التثنيةوالجمع في الأكثر حقيقةً، فإنّه لا يتصوّر استعمالهما فيه أصلاً.

وأمّا المفرد فاستعماله في أكثر من معنى قابل للتصوّر، وهو ممكن عقلاً،جائز من قبل الواضع، ويكون بنحو الحقيقة لا المجاز كما تقدّم.


  • (1) ولاحظ لتوضيح ذلك قوله تعالى: «وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا»الحجرات: 9. فإنّ هيئة التثنية في كلمة «طائفتان» لا تدلّ على الكثرة، بل الدالّ عليها إنّما هو مادّتها، أعني«طائفة»، فالتثنية لا تدلّ إلاّ على تضاعف ما دلّ عليه المادّة، سواء كانت شيئاً واحداً كرجل ورجلين، أوشيئين كعين وعينين إذا اُريد من المفرد العين الباكية والعين الجارية، أو جماعة، كطائفة وطائفتين.منه مدّ ظلّه.
ج1

(صفحه412)

المراد من بطون القرآن

رأي صاحب الكفاية فيه

ثمّ إنّ المحقّق الخراساني رحمه‏الله بعد ما منع عقلاً عن جواز الاستعمال في المعنيينقال:

وهم ودفع: لعلّك تتوهّم أنّ الأخبار الدالّة على أنّ للقرآن بطوناً سبعة أوسبعين تدلّ على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد فضلاً عنجوازه، ولكنّك غفلت عن أنّه لا دلالة لها أصلاً على أنّ إرادتها كانت من بابإرادة المعنى من اللفظ، فلعلّها كانت بإرادتها في أنفسها حال الاستعمال فيالمعنى، لا من اللفظ كما إذا استعمل فيها، أو كان المراد من البطون لوازم معناهالمستعمل فيه اللفظ، وإن كان أفهامنا قاصرة عن إدراكها(1)، إنتهى.

البحث حول ما أفاده صاحب الكفاية في معنى بطون القرآن

وردّ جوابه الأوّل بعض الأعلام في المحاضرات بوجهين، حيث قال:

ويردّه: أنّه لو كان المراد من البطون ما ذكره قدس‏سره ، أوّلاً لم يكن ذلك موجبلعظمة القرآن على غيره ولفضيلته على سائر المحاورات، لإمكان أن يراد


  • (1) كفاية الاُصول: 55.
ج1

المعاني بأنفسها حال التكلّم بالألفاظ في غير المحاورات القرآنيّة، بل يمكنإرادتها كذلك حال التكلّم بالألفاظ المهملة فضلاً عن الألفاظ الموضوعة، فمنهذه الجهة لا فرق بين الكتاب وغيره، بل لا فرق بين اللفظ المهملوالموضوع، فالكلّ سواء، ولا فضل لأحدهما على الآخر.

على أنّ لازم ذلك أن لا تكون البطون بطوناً للقرآن ومعاني له، بل كانتشيئاً أجنبيّاً عنه، غاية الأمر أنّها اُريدت حال التكلّم بألفاظه.

وكلا الأمرين مخالف لصريح الروايات المشتملة على البطون، فهي كما نطقتبإثبات الفضيلة والعظمة للقرآن على غيره من جهة اشتماله على ذلك، كذلكنطقت بإضافة تلك البطون إليه وأنّها معانٍ للقرآن، لا أنّها شيء أجنبيّ عنه:

منها: «ما في القرآن آية إلاّ ولها ظاهر: ظهر: وبطن(1)... إلى آخره».

ومنها: «وإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنّهشافع مشفّع.. إلى أن قال: وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهرهأنيق(2) وباطنه عميق، وله تخوم(3) وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولتُبلى غرائبه»(4).

وما شاكلهما من الروايات الكثيرة.


  • (1) بحار الأنوار 89 : 94، الحديث 47 من باب أنّ للقرآن ظهراً وبطناً، نقلاً عن تفسير العيّاشي، والميزان فيتفسير القرآن 3: 72 في البحث الروائي المذكور في ذيل الآية 7 من سورة آل عمران نقلاً أيضاً عن تفسيرالعيّاشي.
    والحديث المذكور في الكتابين المذكورين هكذا: «ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن» من دون كلمة«ظاهر». م ح ـ ى.
  • (2) الأنيق: الحسن المعجب. م ح ـ ى.
  • (3) التُّخْم والتَّخْم ج: تخوم: الحدّ، منتهى الشيء. م ح ـ ى.
  • (4) الكافي 2: 599 قطعة من الحديث 2 من كتاب فضل القرآن.
(صفحه414)

وتلقّى جوابه الثاني بالقبول، بل ذكر لتأييده روايات دالّة على أنّ القرآنحيّ لا يموت، يجري على آخرنا كما يجري على أوّلنا، وأنّه لا ينحصر بموردالنزول، وأنّ قصص الكتاب وإن كانت في الظاهر حكايات وقصصاً إلاّ أنّهفي الباطن دروس وعبر للناس(1). إلى غير ذلك.

أقول: ما ذكر من الوجهين ردّاً على جوابه الأوّل صحيح متين، ولكن مذكر لتأييد الجواب الثاني من الروايات فلم نعرف كيفيّة تأييدها له، وإن لميخطر ببالي مناقشة في أصل الجواب.

ويمكن أن يجاب عن التوهّم بوجه آخر أيضاً، فإنّ القرآن ذو وجوهواحتمالات اختار كلاًّ منها واحد من المفسّرين كما يعلم من كتب التفاسير سيّممجمع البيان، فيمكن أن يراد من البطون تلك الوجوه لا المعاني.

ويؤيّد ذلك ما ورد من أمر علي عليه‏السلام سلمان بالاحتجاج على الخصم بالسنّةلا بالقرآن، لكونه ذا وجوه لا يمكن معها إلجاء الخصم على قبول الحقّ(2).


  • (1) محاضرات في اُصول الفقه 1: 239.
  • (2) ما وجدت حديثاً بهذا المضمون مرتبطاً بسلمان رضى‏الله‏عنه . نعم، في نهج البلاغة ـ ص465 من نسخة صبحىالصالح، الكتاب 77 ـ : ومن وصيّة له عليه‏السلام لعبد اللّه‏ بن عبّاس، لمّا بعثه للاحتجاج على الخوارج:
    «لا تخاصمهم بالقرآن، فانّ القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنّة، فإنّهم لنيجدوا عنها محيصا». م ح ـ ى.