جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج1

عنه المبدء(1).

وفيه: أنّ كلمة «العاشوراء» وإن كان لها معنى عامّ، إلاّ أنّ النزاع ليس فيها،بل في كلمة «مقتل الحسين عليه‏السلام » الذي هو أحد مصاديقها، لأنّه هو كان متلبّسبالمبدء، وهو تقضّى وتصرّم، والفرد الآخر الذي فرض لها مخالف للأوّل فيالوجود، فلا معنى لبقائه مع انقضاء المبدء، فإنّ إطلاق «مقتل الحسين عليه‏السلام »علي غير اليوم الذي وقع فيه تلك الفاجعة العظمى بلحاظ كونهما من مصاديق«العاشوراء» إنّما هو نظير إطلاق الضارب على عمرو بعد انعدام زيد الذي هوكان متلبّساً بالضاربيّة بلحاظ كونهما مصداقين للإنسان.

ومنها(2): أنّ الزمان من أوّله إلى آخر الأبد هويّة متّصلة باقية بالوحدةالوجوديّة، وعليه يكون الزمان بهويّته باقياً وإن انقضى عنه المبدء.

وفيه: أنّ هذا أمر فلسفي، والعرف الذي هو الملاك في مثل هذه المباحثيرى الزمان متصرّماً ومتقضّياً، ويرى أوّل اليوم غير وسطه وآخره.

والحاصل: أنّه لا يمكن الذبّ عن الإشكال، فالنزاع لا يعمّ أسماء الزمان.


  • (1) فوائد الاُصول 1 و 2: 89 .
  • (2) هذا ما يستفاد من كلام المحقّق العراقي في «نهاية الأفكار 1 و 2: 129» وآية اللّه‏ البروجردي في «نهايةالاُصول: 72». م ح ـ ى.
(صفحه434)

الرابع: في مادّة المشتقّات

وقع الكلام بين الأعلام في تعيين مادّة المشتقّات، فقال الكوفيّون: إنّهالفعل(1)، وقال البصريّون: إنّها المصدر(2).

وفي كليهما مناقشة، لأنّ المادّة المشتركة لابدّ من أن تكون سائرة في فروعهبتمام وجودها، أعني حروفها وهيئتها ومعناها، ومن المعلوم أنّهما ليسا كذلك،إذ هيئتهما آبية عن ورود هيئة اُخرى عليهما، ومعنى كلّ منهما أيضاً لم يتحقّقفي الآخر، ولا في سائر المشتقّات.

نعم، لوكان معنى‏المصدر خصوص‏الحدث من دون‏النسبة(3) كما في اسمه كانمعناه‏موجوداً فيسائرالمشتقّات، إلاّ أنّ‏هيئته لم‏تكن موجودة فيها كماهوواضح.

رأي المحقّقين في مادّة المشتقّات

والحقّ ما ذهب إليه المحقّقون من المتأخّرين، من أنّ مادّة المشتقّات عاريةعن جميع الهيئات ولا بشرط من جميع الجهات إلاّ من ترتيب حروفها،


  • (1) الظاهر أنّهم أرادوا أنّ فعل الماضي مادّة لسائر المشتقّات. منه مدّ ظلّه.
  • (2) قال السيوطي ـ في شرح قول ابن مالك: «وكونه أصلاً لهذين انتخب» ـ ما حاصله: كون المصدر أصلللفعل والوصف مذهب أكثر البصريّين، وذهب الكوفيّون إلى أنّ الفعل أصل. البهجة المرضيّة 1: 197.م ح ـ ى.
  • (3) أي النسبة الفاعليّة أو المفعوليّة. منه مدّ ظلّه.
ج1

ووضعت بوضع مستقلّ لنفس الحدث فقط من دون النسبة، فمادّة «ضارب»مثلاً هي «ض، ر، ب» وهذه المادّة وضعت لما نعبّر عنه في الفارسيّة بـ «كتك»،وهي بحروفها المرتّبة ومعناها موجودة في جميع مشتقّاتها، ولا هيئة لها حتّىيستحيل ورود هيئة اُخرى عليها، ألا ترى أنّا نفسّر قولنا: «ضَرَبَ، يَضْرِبُ،ضارِبٌ» بالفارسيّة بـ «كتك زد، كتك مى‏زند،كتك زننده» فمعنى المادّةوحروفها المرتّبة متحقّقة في هذه المشتقّات.

وقد اُورد على هذا بوجوه:

أنّ المادّة ـ خاليةً من كلّ هيئة ـ ليست بلفظ، فكيف يكون لها وضع معأنّ الوضع عبارة عن علقة بين اللفظ والمعنى؟!

وفيه: أنّ الغرض من وضع الموادّ ليس الإفادة الفعليّة كي يستلزم فعليّةإمكان التنطّق بها، بل الموادّ موضوعة بالوضع التهيّئي لأن تتلبّس بهيئةموضوعة، فيتحقّق الإفادة والاستفادة، ومثلها لا يجب أن يكون من مقولةاللفظ الذي يتكلّم به.

المشهور بين أهل الأدب أنّ اسم المصدر موضوع لنفس الحدث بلنسبة، فما الفرق بينه وبين المادّة؟

والجواب عنه: أنّ اسم المصدر وضع لعين المعنى الذي وضعت له المادّة، إلأنّ وضعها تهيّئي كما عرفت، ووضعه لأجل إمكان التنطّق بالمادّة عند الحاجةإلى إفادة معناها.

أنّ لازم ذلك هو دلالة المادّة على المعنى الذي وضعت له، وإن تحقّقت فيضمن هيئة غير موضوعة، مثل «ضُرْب» و«ضِرْب».

وفيه: أنّ وضع الموادّ تهيّئي للازدواج مع الهيئات الموضوعة، وبذلك يحصل

(صفحه436)

لها ضيق ذاتي لا مجال معه لتوهّم الدلالة في ضمن المهملات.

أنّ القول باستقلال كلّ من المادّة والهيئة في الوضع يستلزم دلالتهما علىمعنيين مستقلّين، وهو خلاف الضرورة، إذ لا يفهم من كلمة «ضارب» مثلإلاّ معنى واحد.

وفيه: ـ مضافاً إلى كونه وارداً على مذهب الكوفيّين والبصريّين أيضاً ـ أنّدلالة المادّة على معناها مندكّة في دلالة الهيئة، بحيث لا يفهم منها إلاّ معنىمندكّ في معنى الهيئة، وبالجملة: إنّ الواضع وإن لم يلاحظ أيّ هيئة في مقاموضع الموادّ، وأيّ مادّة في مقام وضع الهيئات، بل كلّ منهما مستقلّة في مقامالوضع، إلاّ أنّ المادّة لا تحصّل لها في مقام الاستعمال إلاّ بتحصّل هيئتها، وهيمركّبة معها تركيباً اتّحاديّاً، ودلالتها على المعنى أيضاً كذلك، فنسبة المادّة إلىالهيئة في هذا المقام كنسبة الهيولى إلى الصورة في الاتّحاد.

البحث حول دلالة(1) الفعل على الزمان

ثمّ إنّه قد اشتهر في ألسنة النحاة دلالة الفعل على الزمان، حتّى أخذوالاقتران بها في تعريفه، وهو خطأ كما قال المحقّق الخراساني رحمه‏الله .

برهان صاحب الكفاية لإثبات عدم دلالة الفعل على الزمان

واستدلّ عليه بعدم دلالة الأمر ولا النهي عليه، بل على إنشاء طلب الفعلأو الترك، غاية الأمر نفس الإنشاء بهما في الحال، كما هو الحال في الإخباربالماضي أو المستقبل أو بغيرهما كما لا يخفى.


  • (1) اُريد بها الدلالة التضمّنيّة التي يكون فيها المدلول جزءً لمعنى الدالّ، لا الالتزاميّة التي يكون فيها خارجعنه لازماً له. منه مدّ ظلّه.
ج1

بل يمكن منع دلالة غيرهما من الأفعال على الزمان إلاّ بالإطلاق والإسنادإلى الزمانيّات، وإلاّ لزم القول بالمجاز والتجريد عند الإسناد إلى غيرها مننفس الزمان والمجرّدات.

نعم، لا يبعد أن يكون لكلّ من الماضي والمضارع بحسب المعنى خصوصيّةاُخرى موجبة للدلالة على وقوع النسبة في الزمان الماضي في الماضي، وفيالحال أو الاستقبال في المضارع فيما كان الفاعل من الزمانيّات(1)، إنتهى كلامه.

توضيح: أراد رحمه‏الله تحقّق تلك الخصوصيّة في جميع موارد استعمال الماضيوالمضارع، حتّى فيما إذا اُسند إلى الزمان والمجرّدات، إلاّ أنّها لا توجب الدلالةعلى وقوع النسبة في الزمان إلاّ إذا اُسند إلى الزمانيّات.

وهو رحمه‏الله لم يعيّن تلك الخصوصيّة، لكن يناسب أن تكون في الماضي«التحقّق» وفي المضارع «الترقّب» فيكون معنى قولنا: «مضى الزمان» و«علماللّه‏» و«علم زيد» تحقَّق مضيّ الزمان، وتحقَّق علم اللّه‏، وتَحقَّق علم زيد،فالخصوصيّة موجودة في الجميع، لكنّها لا توجب الدلالة على وقوع النسبة فيالزمان الماضي إلاّ في الأخير، وكذا إذا قلنا: «يمضي الزمان» و«يريد اللّه‏»و«يعلم زيد» يكون معناها يترقّب مضيّ الزمان وإرادة اللّه‏ وعلم زيد، لكنّهلا توجب الدلالة على وقوع النسبة في الحال أو الاستقبال إلاّ في الأخير.

تكميل: مادّة الفعل لا تدلّ على الزمان، وإلاّ لكان سائر المشتقّات أيضدالّة عليه، وأمّا هيئته(2) فالتحقيق أنّها وضعت لمعنى حرفي، وهو ارتباط المبدء


  • (1) كفاية الاُصول: 59.
  • (2) وهي المحور في الأفعال، فإنّ فعليّة الفعل بهيئته، كما أنّ شيئيّة الشيء بصورته في الخارجيّات.منه مدّ ظلّه.