جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه112)

وأمّا الجواب: فحاصل ما أفاده فيه وجهان:

أنّا نقطع بأنّه ليس في العبادات إلاّ أمر واحد كغيرها من الواجباتوالمستحبّات.

أنّ الأمر الأوّل إمّا أن يكون تعبّديّاً قطعاً، أو توصّليّاً كذلك، أو نشكّ فيتعبّديّته وتوصّليّته، فعلى الأوّل لا نحتاج إلى الأمر الثاني، لأنّا إذا علمنا بكونالأمر الأوّل تعبّديّاً استقلّ العقل بلزوم إتيان متعلّقه بقصد امتثاله، وعلى الثانيلا مجال للأمر الثاني، ضرورة سقوط الأمر الأوّل بإتيان متعلّقه بدون قصدالامتثال، فلا يبقى مورد للأمر الثاني، وعلى الثالث أيضاً لا نحتاج إلى الأمرالثاني، لأنّا إذا شككنا في تعبّديّة الأوّل وتوصّليّته يحكم العقل أيضاً بلزومإتيان متعلّقه بقصد القربة، وذلك لأنّا إذا أتينا به بدونه شككنا في حصولالغرض وسقوط الأمر، ولابدّ لنا من تحصيل اليقين بحصول الغرض، فلابدّ فيصورة الشكّ أيضاً من قصد الامتثال كما إذا علمنا بتعبّديّته، فلا نحتاج في هذهالصورة أيضاً إلى الأمر الثاني(1).

نقد كلام المحقّق الخراساني في المقام

ويرد على جوابه الأوّل أوّلاً: أنّ النزاع إنّما هو في مقام الثبوت، أي فيإمكان أخذ قصد القربة في متعلّق الأمر واستحالته، وهذا الجواب مربوط بمقامالإثبات والوقوع، كما لا يخفى.

وثانياً: نمنع عدم وجود عبادة تعلّق بها أمران في الشريعة، كيف؟ وقد اُمربإقامة الصلاة في الشريعة الإسلاميّة، ونهي عن الرياء بها مثلاً، والنهي عنالرياء ونحوه عبارة اُخرى عن الأمر بقصد القربة، وإن لم يتعلّق به أمر صريح.


  • (1) المصدر نفسه.
ج2

ويرد على جوابه الثاني أيضاً أوّلاً: أنّ الشارع لو لم يبيّن عباديّة الأمر الأوّلفالمكلّف ربما غفل عن تعبّديّته وتوصّليّته، أو قطع بتوصّليّته قطعاً مخالفللواقع، فلابدّ للشارع من تبيين كونه عباديّاً، دفعاً لغفلة المكلّف وجهلهالمركّب.

سلّمنا أنّ المكلّف في جميع التعبّديّات لا يخلو من أمرين: إمّا يقطع بعباديّتهأو يشكّ فيها، لكنّ الآراء مختلفة في الصورة الأخيرة، لأنّا إذا شككنا فيتعبّديّة أمر وتوصّليّته قال بعضهم ـ كالمحقّق الخراساني ـ بحكم العقلبالاحتياط، وقال بعض آخر بحكمه بالبراءة وعدم لزوم قصد القربة، فإذا كانالمسألة مختلفاً فيها فكيف لا نحتاج إلى أن يبيّن الشارع تعبّديّة الأمر الأوّلبأمر آخر، مع أنّه يعلم أنّ كثيراً من الفقهاء يخطأون في حكمهم بالبراءة عندالشكّ في التعبّديّة والتوصّليّة؟!

وثانياً: لو فرض اتّفاق الفقهاء في الحكم بالاشتغال، ولزوم الإتيان بقصدالقربة في صورة الشكّ فلا يقتضى هذا إلاّ عدم الحاجة في الوصول إلى غرضهإلى وسيلة تعدّد الأمر ـ كما قاله المحقّق الخراساني رحمه‏الله ـ ولكنّه لا يقتضي استحالةصدور الأمر الثاني المتعلّق بقصد الامتثال، مع أنّ دعواه هي استحالة أخذقصد القربة في متعلّق الأمر، لا عدم الحاجة إليه، بل في الشريعة أحكاممولويّة في موارد الأحكام العقليّة القطعيّة، ألا ترى أنّ العقل يحكم عند الجميعبقبح الظلم، والشارع أيضاً نهى عنه نهياً مولويّاً يترتّب على مخالفته العقاب؟فلو كان حكم الشارع في مورد حكم العقل القطعي مستحيلاً لما حكم بحرمةالظلم، فإنّ أدلّ الدليل على إمكان الشيء وقوعه.

وليعلم في نهاية الأمر أنّه لو تمّ ما ذهب إليه المحقّق الخراساني رحمه‏الله من أنّالشارع لا يتمكّن من بيان قصد القربة، لا بنحو الشرطيّة أو الجزئيّة ول

(صفحه114)

بوسيلة تعدّد الأمر لما كان لنا طريق إلى عباديّة العبادات، لقصور عقولنا عنإدراكها، وانحصار الطريق إليها في بيان الشارع، فلو لم يمكن له البيان فمن أينعلمنا بعباديّة بعض الواجبات حتّى نقسّمها إلى قسمين: تعبّدي وتوصّلي؟

هذا كلّه فيما إذا كان قصد القربة بمعنى إتيان العمل بداعي أمره.

القول في قصد القربة بسائر المعاني

كلام صاحب الكفاية رحمه‏الله فيه

ثمّ إنّ المحقّق الخراساني رحمه‏الله قال: هذا كلّه إذا كان التقرّب المعتبر في العبادةبمعنى قصد الامتثال، وأمّا إذا كان بمعنى الإتيان بالفعل بداعي حسنه، أو كونهذا مصلحة، أو له تعالى، فاعتباره في متعلّق الأمر وإن كان بمكان من الإمكان،إلاّ أنّه غير معتبر فيه قطعاً، لكفاية الاقتصار على قصد الامتثال الذي عرفتعدم إمكان أخذه فيه بداهةً(1)، إنتهى.

ويبدو في بادئ النظر أنّ برهانه لا يثبت دعواه، لأنّ كفاية قصد الامتثال ليقتضي عدم كفاية الاُمور الثلاثة الاُخرى وعدم اعتبارها.

ولكن يمكن أن يُجاب عنه ـ كما في بعض الحواشي ـ بأنّ واحداً منها لو كانمعتبراً لكان اعتباره إمّا بنحو التعيين أو التخيير، وبطلان الأوّل واضح،ضرورة أنّ واحداً من الاُمور الثلاثة لو اعتبر معيّناً لما كان قصد امتثال الأمركافياً في تحقّق الغرض من العبادة، مع أنّه يكفي في ذلك، وأمّا بطلان الثانيفلأنّها أو بعضها لو كانت معتبرة تخييراً لكان التخيير شرعيّاً، لأنّه لا مجالللتخيير العقلي(2) هنا، وأمّا الشرعي منه فكلّ واحد من أطرافه لابدّ من أن


  • (1) كفاية الاُصول: 97.
  • (2) التخيير العقلي هو الذي لا يحكم به إلاّ العقل، مثل ما إذا قال المولى: «جئني برجل» فإنّ العقل يحكمبأنّك أيّ رجل اخترت وجئت به إلى المولى حصل الامتثال، ومثاله في الشرعيّات هو الواجباتالموسّعة، فإنّ العقل يحكم بأنّك مخيّر بين أجزاء وقتها، ففي أيّ جزء منه أدّيتها حصل الامتثال.منه مدّ ظلّه.
ج2

يمكن تعلّق الأمر به، مع أنّك قد عرفت استحالة أخذ قصد الأمر الذي هوأحد أطراف التخيير في متعلّق الأمر.

ولعلّ قوله رحمه‏الله في ذيل كلامه: «لكفاية الاقتصار على قصد الامتثال الذيعرفت عدم إمكان أخذه فيه بداهةً» إشارة إلى هذا.

نقد كلام صاحب الكفاية في المقام

ولكن ـ بناءً على تماميّة ما أفاده المحقّق الخراساني رحمه‏الله لإثبات استحالة أخذقصد الامتثال في متعلّق الأمر ـ يمكن المناقشة في إمكان تعلّق الأمر بهذهالاُمور الثلاثة أيضاً شرطاً أو شطراً بعين ما ذكره هناك.

توضيح ذلك: أنّه لو كان الإتيان بالفعل بداعي حسنه مأخوذاً في متعلّقالأمر بنحو الشرطيّة لم يقدر العبد على إتيان ذات الفعل بهذا الداعي، لأنّذات الصلاة مثلاً لا تكون حينئذٍ حسنة، فإنّ الحسن إنّما هو الصلاة المقيّدةبداعي حسنها، لا ذاتها، وقس على هذا ما إذا كان قصد القربة بمعنى الإتيانبالفعل بداعي كونه ذا مصلحة ملزمة، فإنّ المصلحة إنّما هي للصلاة المقيّدةبداعي المصلحة، لا لذاتها، فكيف يمكن الإتيان بنفس الصلاة بهذا الداعي، معأنّها لا تشتمل على المصلحة؟ بل وكذلك الأمر لو كان قصد القربة بمعنى إتيانالفعل للّه‏ تعالى، فإنّ ذات الفعل ليست مرتبطة به ومضافة إليه تعالى، بل الذييضاف إلى اللّه‏ سبحانه ويرتبط به إنّما هوا لفعل المقيّد بأنّه له.

هذا بناءً على أخذ هذه الاُمور في المتعلّق بنحو الشرطيّة.

(صفحه116)

وكذلك الأمر بناءً على أخذها فيه بنحو الجزئيّة، فإنّ الإشكال المهمّ الذيذكره المحقّق الخراساني رحمه‏الله لإثبات استحالة أخذ قصد الأمر في متعلّقه ـ وهومسألة اتّحاد المحرّك والمتحرّك ـ يجري هنا أيضاً.

توضيح ذلك: أنّ داعي الحسن لو اُخذ في متعلّق الأمر بنحو الجزئيّة فلابدّمن إتيانه أيضاً بداعي الحسن، كذات العمل، مع أنّه لا يعقل أن يكون الحسنداعياً إلى داعويّة نفسه، وكذا لو كان قصد القربة بمعنى الإتيان بالفعل بداعيمصلحته، أو للّه‏ تعالى، لأنّ المصلحة أيضاً لا يعقل أن تكون داعية إلى داعويّةنفسها، وكذا لا يعقل أن يكون «للّه‏» داعياً إلى داعويّة نفسه.

والحاصل: أنّه لو تمّ كلام المحقّق الخراساني رحمه‏الله فلا فرق فيه بين كون قصدالقربة بمعنى قصد الامتثال أو بمعنى أحد هذه الاُمور الثلاثة، فإنّ الدليل الذيأقامه لإثبات الاستحالة يقتضي استحالة أخذ الجميع في متعلّق الأمر.

ولا يخفى عليك أنّا إنّما ندّعي عدم الفرق بينهما بالنسبة إلى كلام صاحبالكفاية رحمه‏الله ، وأمّا بالنسبة إلى أدلّة غيره من القائلين بالاستحالة فيمكن أنيتحقّق الفرق بينهما، فيقتضي أدلّتهم استحالة أخذ قصد القربة بمعنى الامتثالفي متعلّق الأمر، لا بمعنى أحد هذه الاُمور.

والحاصل ـ بعدما عرفت من بطلان جميع أدلّة القائلين بالاستحالة ـ : أنّهيمكن أخذ قصد القربة في متعلّق الأمر، سواء كان بمعنى قصد الامتثال، أوبمعنى آخر.

حكم موارد الشكّ في التعبّديّة والتوصّليّة

المسألة الثالثة: أنّه إذا شكّ في تعبّديّة واجب وتوصّليّته فهل لنا طريق إلىأحدهما أم لا؟في موارد الشكّ في التعبّديّة والتوصّليّة