جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه274)

ومحمولان متواليان، أو بمنزلة قضيّة مردّدة المحمول(1).

فلابدّ من ملاحظة النسبة بين الحديثين على كلّ واحد من التقديرين فيهما،فنقول:

صور المسألة بملاحظة المقدّمتين السابقتين أربع:

الاُولى: أن تلاحظ النسبة بين خصوص المستثنى منه من حديث «لا تعاد»بعد ورود الاستثناء عليه، وبين حديث «من زاد» بناءً على أن يعمّ الزيادةالعمديّة.

فالنسبة بينهما في هذه الصورة عموم من وجه، لتصادقهما على زيادة غيرالركن سهواً، ومادّة افتراق حديث «من زاد» هي الزيادة العمديّة وزيادةالركن أيضاً ولو سهواً، ومادّة افتراق حديث «لا تعاد» هي نقيصة غير الركنسهواً.

الثانية: هي الصورة الاُولى، لكن بناءً على أن يختصّ حديث «من زاد»بالزيادة السهويّة.

والنسبة في هذه الصورة أيضاً عموم من وجه، لكن مادّة افتراق حديث«من زاد» تختصّ بزيادة الركن سهواً.

الثالثة: أن يكون حديث «لا تعاد» بمنزلة جملة واحدة وتلاحظ النسبة بينمجموعه وبين حديث «من زاد» على أن يعمّ الزيادة العمديّة.

والنسبة بينهما في هذه الصورة أيضاً عموم من وجه، لتصادقهما على الزيادةالسهويّة، سواء كان ركناً أم لا(2)، ومادّة افتراق حديث «من زاد» هي الزيادة


  • (1) فعلى هذا المبنى يكون قولنا: «جائني القوم إلاّ زيداً» بمعنى «القوم جاؤوا ولم يجيئوا» أو بمعنى «القومإمّا جاؤوا وإمّا لم يجيئوا» نظير قولنا: «زيد عالم وشاعر» وقولنا: «الحيوان إمّا إنسان وإمّا غير إنسان». منهمدّ ظلّه.
  • (2) لكنّ التعارض بينهما يختصّ بزيادة غير الركن سهواً. م ح ـ ى.
ج5

العمديّة، ومادّة افتراق حديث «لا تعاد» هي النقيصة السهويّة.

الرابعة: هي الصورة الثالثة، لكن بناءً على أن يختصّ حديث «من زاد»بالزيادة السهويّة.

والنسبة في هذه الصورة عموم وخصوص مطلق، لكون حديث «من زاد»أخصّ من حديث «لا تعاد» وهو ظاهر، فيخصّصه ويرتفع التعارض منبينهما، وإن كان نتيجة التخصيص بعيدة على الذهن، لأنّ بطلان الصلاة بسببزيادة غير الركن ـ كالفاتحة ـ سهواً وعدم بطلانها بسبب نقيصته كذلك ـ كمهو مقتضى التخصيص ـ عكس القاعدة العقليّة التي تقتضي البطلان بالنقيصةوعدم البطلان بالزيادة، كما تقدّم(1).

إنّما الإشكال في الصور الثلاثة التي تكون النسبة فيها عموماً من وجه، فإنّالحديثين يتعارضان في مادّة اجتماعهما، وهي زيادة غير الركن سهواً، لأنّحديث «من زاد» يدلّ على كونها مبطلة وموجبة للإعادة، وحديث «لا تعاد»يدلّ على عدم كونها مبطلة، فكيف التوفيق؟

أقول: إن كان أحدهما أقوى دلالةً من الآخر، كان هو المرجع في مادّةالاجتماع، وإلاّ فلابدّ من الرجوع إلى الأدلّة الاُخرى.

كلام الشيخ الأنصاري رحمه‏الله في المقام

ذهب الشيخ الأعظم رحمه‏الله إلى أقوائيّة حديث «لا تعاد» وحكومته على رواية«من زاد» حيث قال:

والظاهر حكومة قوله: «لا تعاد» على أخبار الزيادة، لأنّها كأدلّةسائر ما يخلّ فعله أو تركه بالصلاة، كالحدث والتكلّم وترك الفاتحة،


  • (1) راجع ص263.
(صفحه276)

وقوله: «لا تعاد» يفيد أنّ الإخلال بما دلّ الدليل على عدم جواز الإخلالبه إذا وقع سهواً لا يوجب الإعادة وإن كان من حقّه أن يوجبها(1)،إنتهى كلامه.

كلام المحقّق الحائري نقداً على الشيخ الأعظم الأنصاري رحمهماالله

وأورد عليه المحقّق الحائري رحمه‏الله إشكالاً، ولابدّ من ذكر مقدّمة لإيضاحمراده. وهي أنّ ضابطة الحكومة أن يتصرّف أحد الدليلين بلسانه ـ أيبمدلوله المطابقي ـ في الدليل الآخر، إمّا في موضوعه أو محموله أو سلسلة عللّه‏أوسلسلة معاليله، ولابدّ من أن يكون التصرّف بالتضييق أو التوسعة، هذا إجمالضابطة الحكومة، وللتفصيل محلّ آخر.

قال المحقّق الحائري رحمه‏الله ردّاً على كلام الشيخ الأعظم: إنّ حديث «لا تعاد»ينفي نفس ما يثبته حديث «من زاد»(2) وبالعكس، فكأنّه قيل في دليل: «يجبالإعادة على من زاد في صلاته غير الركن سهواً» وفي دليل آخر: «لا يجبالإعادة على من زاد في صلاته غير الركن سهواً» فالموضوع والمحمول في كلالحديثين واحد، فهما متعارضان من دون أن يكون أحدهما حاكماً على الآخر،ولو صحّت الحكومة في مثل هذا لأمكن أن يدّعى العكس، وهو حكومةحديث «من زاد» على حديث «لا تعاد».

وأمّا حكومة حديث «لا تعاد» على أدلّة ما يخلّ فعله أو تركه بالصلاة،كالحدث والتكلّم وترك الفاتحة، فلأنّه يتصرّف بلسانه في معلولاتها، فإنّها تدلّعلى النهي عن التكلّم والحدث وترك الفاتحة في الصلاة، أو(3) تدلّ على بطلان


  • (1) فرائد الاُصول 2: 385.
  • (2) وهو وجوب الإعادة في زيادة غير الركن سهواً. منه مدّ ظلّه.
  • (3) هذا ما أضفناه إلى كلامه رحمه‏الله ، فإنّه لم يذكر البطلان. منه مدّ ظلّه.
ج5

الصلاة بمثل هذه الاُمور، ولا ريب في أنّ وجوب الإعادة معلول لهذه الأدلّة،لأنّه لازم للنهي عن تلك الاُمور في الصلاة، أو بطلان الصلاة بها، وحديث «لتعاد» يتصرّف في هذا المعلول ويضيّق دائرته.

فلا يجوز قياس حديث «من زاد» على أدلّة ما يخلّ فعله أو تركهبالصلاة(1).

هذا حاصل ما أورده المحقّق الحائري رحمه‏الله على الشيخ الأعظم الأنصاري،وهو صحيح متين.

كلام الإمام الخميني«مدّ ظلّه» في المسألة

ويمكن تقديم حديث «لا تعاد» على رواية «من زاد» بطريق آخر سلكهسيّدنا الاُستاذ الأعظم الإمام«مدّ ظلّه».

وهو أنّ دلالة الأوّل على مادّة الاجتماع أقوى من دلالة الثاني عليهبوجهين:

أ ـ أنّ حديث «لا تعاد» مشتمل على الاستثناء، بخلاف حديث «من زاد»ولا ريب في أنّ ظهور الجملة الاستثنائيّة على ما بقي تحت المستثنى منه أقوىمن ظهور الجملة الفاقدة للاستثناء، لأنّه مشتمل على الحصر الموجب لقوّةالدلالة.

ب ـ أنّه مشتمل على ذكر العلّة، وهي قوله عليه‏السلام : «القراءة سنّة والتشهّد سنّةولا تنقض السنّة الفريضة» بخلاف حديث «من زاد» وهو موجب لقوّة دلالةحديث «لا تعاد» لأنّ شمول حديث «من زاد» لمادّة الاجتماع يوجب التقييد في


  • (1) كتاب الصلاة ـ للمحقّق الحائري ـ : 320.
(صفحه278)

علّة حديث «لا تعاد» والعلّة لا تصلح لأن تقيّد(1).

هذا حاصل كلام سيّدنا الاُستاذ الأعظم الإمام «حفظه اللّه‏ تعالى» وهودقيق متين.

والحاصل: أنّا وافقنا الشيخ الأعظم رحمه‏الله في تقديم حديث «لا تعاد» علىرواية «من زاد» في مادّة الاجتماع، لكن خالفناه في الطريق الذي سلكه لإثباتهذا المدّعى.

نعم، هاهنا إشكال، وهو أنّه لو قدّم حديث «لا تعاد» على حديث «منزاد» في مادّة الاجتماع لاختصّ حديث «من زاد» بالزيادة العمديّة، وهي قليلةجدّاً، وصدور الحديث لأجل هذه الموارد القليلة بعيد، فلابدّ من القولبشموله لمادّة الاجتماع.

إلاّ أن يقال: لا نسلّم قلّة الزيادة العمديّة، فإنّ المتشرّعة كثيراً ما يزيدونفي صلاتهم عمداً.

أو يقال: إنّ صدق الزيادة يتوقّف على تحقّق ركعة، فما زاد، لأنّ الزيادة لتصدق على شيء إلاّ إذا كان ذلك الشيء من سنخ المزيد عليه ومعنوناً بعنوانه،كما قال به المحقّق الحائري رحمه‏الله في كتاب صلاته.

لكن قد عرفت(2) الإشكال فيه أوّلاً، وتتغيّر حينئذٍ النسبة بين الحديثينبحيث لا يبقى مجال لما ذكرناه من المباحث بتلك المثابة التي ذكرناها ثانياً.

كلام المحقّق النائيني رحمه‏الله في معنى الزيادة

وينبغي هاهنا من ذكر مقالة المحقّق النائيني رحمه‏الله في معنى الزيادة ختاماً لهذ


  • (1) أنوار الهداية 2: 366، وتهذيب الاُصول 3: 383.
  • (2) راجع ص271.