جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه130)

إذا عرفت ذلك فنقول: لا فرق في حجّيّة الاستصحاب بين الأحكامالتكليفيّة والوضعيّة، سواء كانت مجعولة بنحو الاستقلال أو بتبع التكليف.

أمّا القسم الأوّل: فواضح، لأنّ قوله عليه‏السلام : «لا تنقض اليقين بالشكّ» كميشمل مثل استصحاب وجوب صلاة الجمعة كذلك يشمل مثل استصحابالزوجيّة والملكيّة ونحوهما من الأحكام الوضعيّة المجعولة بالأصالة، لأنّها منالمجعولات الشرعيّة كالأحكام التكليفيّة.

ولا فرق في جريان الاستصحاب في الأحكام الوضعيّة بين كون الشبهةحكميّة أو موضوعيّة.

وأمّا القسم الثاني: فيمكن فيه استصحاب نفس الحكم الوضعي ويمكنأيضاً استصحاب منشأ انتزاعه.

توضيح ذلك: أنّه لو قيل: «صلِّ مع الطهارة» ينتزع منه شرطيّة الطهارةللصلاة، وإذا شككنا في بقاء شرطيّتها لها في حال من الحالات يمكناستصحاب نفس الشرطيّة ويمكن أيضاً استصحاب الأمر بالصلاة المقيّدةبالطهارة، فإنّ الشكّ في بقاء الشرطيّة مسبّب عن الشكّ في بقاء الأمر، فيجريالاستصحاب في ناحية السبب.

فلا وجه لما ذهب إليه الفاضل التوني رحمه‏الله من التفصيل بين الأحكام التكليفيّةوالوضعيّة والقول بحجّيّة الاستصحاب في الاُولى دون الثانية.

نعم، لابدّ في جريان الاستصحاب في الأحكام الوضعيّة من كونها منالمجعولات الشرعيّة، لكنّك عرفت أنّ كلّها كذلك، وما لا يكون مجعولاً شرعـ لا بالأصالة ولا بالتبع ـ لا يصدق عليه الحكم الوضعي أصلاً.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا حول الاستصحاب أنّه حجّة بمقتضى الأخبارمطلقاً، أي لا فرق فيه بين الأحكام المأخوذة من الكتاب والسنّة وبين

ج6

الأحكام المأخوذة من دليل العقل، ولا فرق أيضاً بين الشكّ في المقتضيوالرافع، ولا بين الأحكام التكليفيّة والوضعيّة.

وهاهنا أقوال كثيرة اُخر لا مجال لتعرّضها، وما ذكرناه من الأقوال كانعمدتها.

هذا تمام الكلام في حجّيّة الاستصحاب.

(صفحه132)

في اعتبار فعليّة اليقين والشكّ في الاستصحاب

تنبيهات المسألة

وينبغي التنبيه على اُمور:

اعتبار فعليّة اليقين والشكّ في الاستصحاب

الأوّل: أنّه يعتبر في الاستصحاب فعليّة اليقين والشكّ(1) بناءًعلى ما اخترناه من أخذهما موضوعاً(2) فيه، لظهور أدلّة الاستصحابفي فعليّتهما، إذ لا يقال لمن كان على يقين سابق وشكّ لاحق لكنّه غفل عنهما:«لا تنقض اليقين بالشكّ»، وبعبارة اُخرى: توجّه التكليف يتوقّف على العلموالالتفات به وبموضوعه، فإذا قال: «لا تشرب الخمر» لا يشمل من غفل عنهذا الخطاب ولا من كان عالماً بخمريّة شيء ثمّ غفل عنها، بل لا يشملالملتفت إليها الشاكّ فيها، بناءً على جريان البراءة العقليّة في الشبهاتالموضوعيّة(3).

ثمرة المسألة


  • (1) والمراد من فعليّتهما هو الالتفات إلى يقينه السابق وشكّه اللاحق. منه مدّ ظلّه.
  • (2) خلافاً للشيخ الأعظم رحمه‏الله حيث ذهب إلى كون اليقين في روايات الباب طريقيّاً، والمراد منه هو المتيقّن،وتقدّم نقل كلامه رحمه‏الله في ص49. م ح ـ ى.
  • (3) وأمّا البراءة الشرعيّة فلا إشكال في جريانها في الشبهات الموضوعيّة. منه مدّ ظلّه.
ج6

نظريّة الشيخ الأنصاري والمحقّق الخراساني فيه

وفرّع الشيخ رحمه‏الله (1) على اعتبار فعليّة اليقين والشكّ في جريان الاستصحابفرعين، وتبعه صاحب الكفاية رحمه‏الله (2) في ذلك:

الفرع الأوّل: أنّه لو كان أحد محدثاً فغفل وصلّى ثمّ شكّ في أنّه تطهّر قبلالصلاة أم لا فلا يجري استصحاب الحدث بالنسبة إلى الصلاة التي أتى بها،لأنّه كان غافلاً قبل الصلاة ولم يكن له الشكّ الفعلي كي يجري الاستصحابوتكون صلاته واقعةً مع الحدث الاستصحابي، وبعد الصلاة وإن صار شاكّاً،إلاّ أنّ قاعدة الفراغ حاكمة على الاستصحاب أو مخصّصة له، فيحكم بعدموجوب الإعادة عليه.

الفرع الثاني: أنّه لو كان محدثاً ثمّ شكّ في أنّه تطهّر أم لا ثمّ غفل وصلّى ثمّالتفت إلى حاله قبل الصلاة(3)، فتكون صلاته باطلة، لتحقّق الشكّ الفعلي قبلالصلاة، فقد وقعت مع الحدث الاستصحابي، ولا تجري قاعدة الفراغ هاهنا،لأنّها مختصّة بما إذا حدث الشكّ بعد العمل، والشكّ هاهنا حدث قبل الصلاةثمّ صار مغفولاً عنه.

مناقشة الإمام الخميني«مدّ ظلّه» على الفرع الثاني

ثمّ إنّ سيّدنا الاُستاذ الأعظم الإمام«مدّ ظلّه» لم يذكر الفرع الأوّل، بل اكتفىبذكر الفرع الثاني، واستشكل على جريان الاستصحاب فيه بقوله:


  • (1) راجع فرائد الاُصول 3: 25.
  • (2) راجع كفاية الاُصول: 459.
  • (3) أضاف صاحب الكفاية قيداً آخر، وهو قوله: «قطع بعدم تطهيره بعد الشكّ». م ح ـ ى.
(صفحه134)

يعتبر في الاستصحاب فعليّة الشكّ واليقين بناءً على أخذهما موضوعوركناً فيه، كما سيأتي التعرّض لذلك، وليس المراد من فعليّتهما تحقّقهما في خزانةالنفس ولو كان الإنسان ذاهلاً عنهما، بل بمعنى الالتفات إلى يقينه السابقوشكّه اللاحق، فحينئذٍ لو كان المكلّف قبل الصلاة شاكّاً في الطهارة مع العلمبالحدث سابقاً وصار ذاهلاً وصلّى، ثمّ بعد صلاته التفت إلى شكّه ويقينه ليكون مجرى للاستصحاب بالنسبة إلى قبل شروعه في الصلاة، للذهول عنالشكّ واليقين(1).

إنتهى موضع الحاجة من كلامه ملخّصاً.

وكلامه هذا وإن كان حقّاً، إلاّ أنّه لا ينبغي ترك الفرع الأوّل، لأنّه أصل ثمرةالنزاع بين من قال باعتبار فعليّة اليقين والشكّ في جريان الاستصحاب وبينمن قال بعدم اعتبارها فيه، فإنّ الأوّل يقول بعدم جريانه والثاني يقولبجريانه في موارد عدم فعليّتهما، وأمّا الفرع الثاني فذكره الشيخ والمحقّقالخراساني رحمهماالله بعنوان المقايسة بينه وبين الفرع الأوّل، وإلاّ فلا ثمرة فيه أصلاً.

نقد ما ذكر من الفرعين للمسألة

ولكن في كلا الفرعين نظر:

أمّا الأوّل: فلأنّه لا يكون مجرى قاعدة الفراغ، لأنّها مختصّة بما إذا كانالشكّ حائلاً بين المكلّف وبين عمله، كأن يشكّ بعد الفراغ في إتيان الركوع أوالسجدتين، فإنّه جاهل بالإتيان وعدمه، بخلاف المقام الذي لا جهل فيهبالعمل، لأنّ المكلّف يعلم بأنّه كان محدثاً ثمّ صار غافلاً عن حدثه وصلّى، فلحائل بينه وبين عمله، فلا يجري قاعدة الفراغ، بل يجري(2) بعد الصلاة


  • (1) الرسائل، مبحث الاستصحاب: 121.
  • (2) وتجري هاهنا أيضاً قاعدة الاشتغال التي ذهب الاُستاذ«مدّ ظلّه» إلى استناد بطلان الصلاة إليها في الفرعالثاني كما سيأتي. م ح ـ ى.