جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه354)

المستصحبين.

الثاني: ما إذا علم انتقاض الحالة السابقة في أحدهما إجمالاً، فتارةً لا يكونالشكّ في أحدهما مسبّبا عن الشكّ في الآخر، كما إذا كان لنا إناءان طاهران ثمّوقع قطرة من الدم مثلاً في أحدهما لا على التعيين، وتارة اُخرى يكون مسبّبعنه، إمّا شرعا، كما إذا غسلنا الثوب النجس بماء مشكوك الطهارة والنجاسةمع كونه طاهرا سابقا، فيتعارض استصحاب طهارة الماء واستصحاب نجاسةالثوب، للعلم بكذب أحدهما، أو عادةً، كما إذا شككنا في حياة زيد وفي نباتلحيته، ففي الأوّل يجري استصحاب الحياة، وفي الثاني استصحاب عدم النبات،وهما متعارضان، للعلم بكذب أحدهما، إذ الشكّ في الثاني مسبّب عن الأوّلعادةً، فإن كان حيّا نبتت لحيته عادةً، وإن لم تنبت فلا يكون حيّا، أو عقلاً،كالشكّ في حياة زيد وفي بلوغه عشرين سنة، فاستصحاب الحياة يعارضاستصحاب عدم بلوغه عشرين سنة، للعلم بكذب أحدهما عقلاً(1).

هذا حاصل كلامه رحمه‏الله بتكميل منّا.

ملاك تقدّم الاستصحاب السببي على المسبّبي

فإن كانت السببيّة شرعيّة فلا إشكال في تقدّم الاستصحاب السببي علىالمسبّبي، إنّما الإشكال والنزاع في وجهه وأنّ تقدّمه عليه بنحو الحكومة أوالورود أو غيرهما؟

كلام الشيخ الأنصاري رحمه‏الله في ذلك

ذكر الشيخ رحمه‏الله له وجوها نشير إلى أهمّها، وهو اثنان ذكرهما دفعا لإشكال


  • (1) كفاية الاُصول: 490.
ج6

أورده على نفسه:

فقال في بيان الإشكال: وقد يشكل بأنّ اليقين بطهارة الماء واليقين بنجاسةالثوب المغسول به كلّ منهما يقين سابق شكّ في بقائه وارتفاعه، وحكم الشارعبعدم النقض نسبته إليهما على حدّ سواء، لأنّ نسبة حكم العامّ إلى أفراده علىسواء، فكيف يلاحظ ثبوت هذا الحكم لليقين بالطهارة أوّلاً حتّى يجب نقضاليقين بالنجاسة، لأنّه مدلوله(1) ومقتضاه.

والحاصل: أنّ جعل شمول حكم العامّ لبعض الأفراد سببا لخروج بعضالأفراد عن الحكم أو عن الموضوع كما في ما نحن فيه فاسد بعد فرض تساويالفردين في الفرديّة(2)، إنتهى كلامه رحمه‏الله في بيان الإشكال.

ثمّ أجاب عنه أوّلاً: بأنّ السبب مقدّم على المسبّب رتبةً، وهذا يوجبشمول دليل الاستصحاب له قبل شموله للمسبّب(3).

وثانيا: بأنّه لا محذور في شموله للسبب، فإنّ جريان الاستصحاب في الشكّالسببي رافع لموضوع الشكّ المسبّبي، فلا يبقى له مورد أصلاً، ولا إشكال فيه.

بخلاف جريانه في الشكّ المسبّبي، لأنّه حينئذٍ إمّا يجري في ناحية السببأيضاً أم لا، فعلى الأوّل يقع التعارض بينهما، للعلم بكذب أحدهما، وعلىالثاني لا وجه لخروج السبب عنه إلاّ التخصيص، لوضوح أنّ الشكّ في بقاءطهارة الماء من موارد قوله: «لا تنقض اليقين بالشكّ» فلا محالة يكون


  • (1) يعني لأنّ نقض اليقين بالنجاسة مدلول الحكم ببقاء اليقين بالطهارة. م ح ـ ى.
  • (2) فرائد الاُصول 3: 397.
  • (3) فلو شمل المسبّب أيضاً لزم كون المتقدّم متأخّرا وبالعكس، وهو محال.
    وعبارة الشيخ رحمه‏الله بالنسبة إلى الجواب الأوّل هكذا: «وإن شئت قلت: إنّ حكم العامّ من قبيل لازم الوجودللشكّ السببي كما هو شأن الحكم الشرعي وموضوعه، فلا يوجد في الخارج إلاّ محكوما، والمفروض أنّالشكّ المسبّبي أيضاً من لوازم وجود ذلك الشكّ، فيكون حكم العامّ وهذا الشكّ لا زمان لملزوم ثالث فيمرتبة واحدة، فلا يجوز أن يكون أحدهما موضوعا للآخر، لتقدّم الموضوع طبعا»، إنتهى. م ح ـ ى.
(صفحه356)

خروجه عنه تخصيصا، والتخصيص وإن لم يكن في نفسه ممنوعا إلاّ أنّه فيالمقام يستلزم الدور، لأنّه يتوقّف على شمول «لا تنقض» للشكّ المسبّبي،وشموله له يتوقّف على تخصيصه بالنسبة إلى الشكّ السببي، وهذا دور مصرّح.

وبالجملة: لا محذور في جريان الاستصحاب في السبب بخلاف جريانه فيالمسبّب(1).

هذا حاصل كلامه رحمه‏الله في الجواب عن الإشكال.

وتبعه المحقّق الخراساني رحمه‏الله في هذا الجواب الأخير وجعله السرّ في تقديمالاستصحاب السببي على المسبّبي(2).

نقد ما أفاده الشيخ الأنصاري والمحقّق الخراساني

وفيه: أنّ تقدّم السبب على المسبّب رتبةً عقلي لا يفهمه العرف الذيتكون الخطابات الشرعيّة ملقاةً إليه، والتقدّم الزماني الذي يدركه العرفلا يتحقّق بينهما، لأنّهما متّحدان زمانا، فهما فردان من «لا تنقض» ويشملهمعلى حدّ سواء.

وأمّا ما أفاده من أنّ تخصيص دليل الاستصحاب بالنسبة إلى الشكّ السببييستلزم الدور، فهو أيضاً ممنوع، لأنّه بعد ما كان الملاك في فهم الخطاباتالشرعيّة هو العرف لا العقل فكلّ من السبب والمسبّب فرد لدليلالاستصحاب وجدانا، وخروج كلّ منهما عنه لا يرتبط بشموله للآخر وليتوقّف عليه.

الحقّ في المسألة


  • (1) فرائد الاُصول 3: 397.
  • (2) كفاية الاُصول: 490.
ج6

والتحقيق أنّ تقدّم الاستصحاب السببي على المسبّبي يكون بنحو الورود.

توضيح ذلك يحتاج إلى مقدّمة:

وهي أنّ قضيّة أخبار الباب هو الحكم ببقاء المستصحب، سواء كان منالأحكام أو الموضوعات.

فما أفاده المحقّق الخراساني رحمه‏الله من أنّ قضيّتها هو إنشاء حكم مماثلللمستصحب في استصحاب الأحكام ولأحكامه في استصحابالموضوعات(1)، غير تامّ.

إذ مفادها ـ كما عرفت(2) ـ هو الحكم بحجّيّة اليقين السابق في الزماناللاحق أيضاً تعبّدا، فإن كان متعلّق اليقين هو الحكم فأخبار الاستصحابتحكم ببقائه تعبّدا، وإن كان هو الموضوع تحكم ببقاء الموضوع من دون أنتتعرّض لحكمه، بل حكمه يستفاد من دليل آخر بعد تنقيح الاستصحابموضوعه، مثلاً إذا شككنا في بقاء خمريّة مايع يجري استصحابها وينقّحموضوع قوله: «كلّ خمر حرام» فالاستصحاب حاكم على هذا الدليلالاجتهادي بتوسعة موضوعه(3).

إذا عرفت هذا فنقول في المقام: استصحاب طهارة الماء في المثال المتقدّمينقّح موضوع قوله: «كلّ ماء طاهر مطهّر» وحاكم عليه، لكونه متعرّضلموضوعه توسعةً، فلا مجال لاستصحاب نجاسة الثوب المغسول بهذا الماءالمستصحب الطهارة، لأنّ قوله: «كلّ ماءٍ طاهرٍ مطهّر» وارد على قوله: «ل


  • (1) راجع كفاية الاُصول: 472.
  • (2) راجع ص356.
  • (3) إن قلت: هذا ينافي القول بتقدّم الأمارات على الاستصحاب وكونه فرشها. قلت: لا، فإنّ تقدّم الأماراتعليه إنّما يكون فيما إذا كان بينهما معارضة، كما إذا اقتضى الاستصحاب وجوب صلاة الجمعة وقامترواية معتبرة على عدم وجوبها، بخلاف المقام، فإنّ الاستصحاب هنا لا يعارض الدليل الاجتهادي، بليفسّره ويشرحه. منه مدّ ظلّه.
(صفحه358)

تنقض اليقين بالشكّ» فإنّ مفاده حرمة نقض الحجّة بغير الحجّة، وقوله: «كلّماءٍ طاهرٍ مطهّرٌ» بوجوده حجّة رافعة لموضوعه.

وبالجملة: يستفاد طهارة الماء من الاستصحاب، ومطهّريّته من الدليلالاجتهادي الدالّ على مطهّريّة الماء الطاهر، فلا يبقى مورد لاستصحاب نجاسةالثوب، فالأصل السببي حاكم على الدليل الاجتهادي، وهو وارد على الأصلالمسبّبي، فالأصل السببي بمعونة الدليل الاجتهادي وارد على الأصل المسبّبي.هذا هو مقتضى التحقيق في المقام.

تعارض الاستصحابين الذين بينهما سببيّة غير شرعيّة

وأمّا إذا كانت السببيّة غير شرعيّة فلا وجه لتقدّم الاستصحابالسببي على المسبّبي، لعدم الارتباط بينهما، فإنّا إذا استصحبنا حياةزيد يترتّب عليه حرمة تزويج زوجته وحرمة التصرّف في أموالهونحوهما من آثار الحياة، وأمّا آثار نبات لحيته الذي يكون الشكّ فيه مسبّبعن الشكّ في الحياة فلا، لأنّ استصحاب الحياة بالنسبة إليها مثبت، وبعبارةاُخرى: إذا استصحبنا حياة زيد فهو ينقّح موضوع قوله: «إذا كان زيد حيّيحرم التزويج بزوجته والتصرّف في أمواله» وأمّا نبات لحيته وعدمه فليرتبط باستصحاب الحياة، ولا بهذا الدليل الاجتهادي المترتّب عليه، فلو نذرتصدّق عشرة دراهم على تقدير نبات لحية زيد لما وجب عليه باستصحابحياته، لأنّ الآثار العاديّة والعقليّة لا تترتّب على المستصحب ولا الآثارالشرعيّة المترتّبة عليهما، فلا يكون استصحاب الحياة مقدّما على استصحابعدم نبات اللحية.

وهذا هو السرّ في إجراء الإمام عليه‏السلام استصحاب الوضوء في الصحيحة