جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه154)

في إمكان التعبّد بالظنّ

الظنّ

وقد حان وقت التكلّم فيما هو المهمّ من عقد هذا المقصد، وهو الظنّ.

ولنبحث عنه في ذيل اُمور ثلاثة:

الأمر الأوّل: في إمكان التعبّد بالظنّ

لا ريب في أنّ الأمارة غير العلميّة ليست كالقطع في الحجّيّة الذاتيّة، فهليمكن(1) جعل الحجّيّة لها أم لا؟

ذهب المشهور إلى الأوّل، وابن قبة ومن تبعه إلى الثاني.

ما استدلّ به على الإمكان وكلام الشيخ الأنصاري رحمه‏الله في ذلك

قال الشيخ الأعظم رحمه‏الله في رسائله:

استدلّ المشهور على الإمكان بأنّا نقطع بأنّه لا يلزم من التعبّد به محال.

وفي هذا التقرير نظر، إذ القطع بعدم لزوم المحال في الواقع موقوف علىإحاطة العقل بجميع الجهات المحسّنة والمقبّحة وعلمه بانتفائها(2)، وهو غير


  • (1) المراد بالإمكان هاهنا هو كون الشيء بحيث لا يلزم من فرض وقوعه محال، ويعبّر عنه بالإمكانالوقوعي، ويقابله الاستحالة الوقوعيّة التي هي عبارة عن كون الشيء غير ممتنع بحسب ذاته وماهيّته، إلأنّه يلزم من فرض وقوعه محال. منه مدّ ظلّه.
  • (2) أي انتفاء الجهات المقبّحة. م ح ـ ى.
ج4

حاصل فيما نحن فيه.

فالأولى أن يقرّر هكذا: إنّا لا نجد في عقولنا بعد التأمّل ما يوجبالاستحالة، وهذا(1) طريق يسلكه العقلاء في الحكم بالإمكان(2)، إنتهى كلامه.

كلام المحقّق صاحب الكفاية رحمه‏الله في المقام

وناقش فيه المحقّق الخراساني رحمه‏الله بثلاثة اُمور:

أ ـ منع استقرار سيرة العقلاء على الحكم بإمكان الشيء عند احتمالامتناعه.

ب ـ منع اعتبار هذه السيرة؛ لعدم قيام دليل قطعي عليه، والتمسّك بالظنّلإثبات اعتبارها يستلزم الدور؛ لأنّ الكلام الآن في إمكان وامتناع التعبّدبالمظنّة التي من مصاديقها هذا الظنّ.

ج ـ أنّه لا يترتّب على النزاع في إمكان التعبّد بالظنّ واستحالته ثمرة عمليّةما لم يثبت وقوعه، وإذا ثبت وقوعه فلم نحتج لإثبات إمكانه إلى أمر آخر،لأنّ أدلّ دليل على إمكان شيء وقوعه.

وأمّا الإمكان في كلام الشيخ الرئيس: «كلّما قرع سمعك من الغرائبفذره في بقعة الإمكان ما لم يذدك(3) عنه واضح البرهان» فلا يرتبطبالمقام، لأنّا نبحث في أنّ التعبّد بالظنّ هل يتّصف واقعاً بالإمكانالوقوعي، فلا يترتّب عليه تالٍ باطل، أو بالاستحالة الوقوعيّة، فيترتّبعليه ذلك.


  • (1) هذه الجملة جواب عن سؤال مقدّر، كأنّ قائلاً يقول: عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود، فأجابعنه: بأنّ العقلاء لا يلتزمون لإثبات إمكان الشيء بلزوم قيام دليل قطعي عليه، بل يحكمون به بمجرّد عدموجدان برهان على امتناعه. منه مدّ ظلّه.
  • (2) فرائد الاُصول 1: 106.
  • (3) ذاده: دفعه وطرده. م ح ـ ى.
(صفحه156)

بخلاف «الإمكان» في كلام الشيخ الرئيس، فإنّه بمعنى الاحتمال الذي يكونمن الأوصاف القائمة بالنفس، يعني: «كلّما قرع سمعك من الاُمور العجيبةالغريبة فلا تكذّبه، بل احتمل في نفسك صدقه وكذبه، إلاّ أن يقوم عندكبرهان قاطع على دفعه ومنعه، فلك أن تكذّبه حينئذٍ»(1).

هذا حاصل ما اعترض به المحقّق الخراساني رحمه‏الله على ما استدلّ به الشيخالأعظم لإثبات إمكان التعبّد بالظنّ.

كلام المحقّق النائيني رحمه‏الله في ذلك

واعترض عليه المحقّق النائيني رحمه‏الله بإشكال آخر، وهو أنّ مورد بناءالعقلاء هو الإمكان التكويني، والمراد من الإمكان المبحوث عنه في المقامهو الإمكان التشريعي، يعني أنّ من التعبّد بالأمارات هل يلزم محذور فيعالم التشريع: من تفويت المصلحة والإلقاء في المفسدة واستلزامه الحكمبلا ملاك واجتماع الحكمين المتنافيين، وغير ذلك من التوالي الفاسدةالمتوهّمة في المقام، أو أنّه لا يلزم شيء من ذلك؟ وليس المراد من الإمكانهو الإمكان التكويني بحيث يلزم من التعبّد بالظنّ أو الأصل محذور في عالمالتكوين، فإنّ الإمكان التكويني لا يتوهّم البحث عنه في المقام،وذلك واضح(2).

نقد كلام المحقّق النائيني رحمه‏الله

وفيه: أنّ البحث وإن كان في الإمكان التشريعي، إلاّ أنّه ليس نوعاً ثالثاً من


  • (1) كفاية الاُصول: 317.
  • (2) فوائد الاُصول 3: 88 .
ج4

الإمكان في مقابل الإمكان الذاتي والوقوعي، بل هو قسم من الإمكانالوقوعي الذي قد عرفت أنّه المبحوث عنه، كما أنّ الإمكان التكويني(1) أيضقسم آخر منه.

وكيف كان، فالمهمّ في المقام ما قاله المحقّق الخراساني رحمه‏الله من عدم ترتّبفائدة عمليّه على إثبات إمكان التعبّد بالمظنّة.

فينبغي التعرّض لما استدلّ به ابن قبة ومن تبعه لإثبات امتناعه، فلو كانتامّاً فلا تصل النوبة إلى البحث في مقام الإثبات، وأمّا إذا كان مخدوشاً فكنّنشكّ في بداية الأمر في إمكان التعبّد بالظنّ وامتناعه، فإن تفحّصنا الأدلّة فيمقام الإثبات ووجدنا دليلاً قطعيّاً على اعتبار بعض الظنون كان كاشفـ بالالتزام ـ عن إمكان التعبّد بالظنّ، لأنّ أدلّ دليل على إمكان شيء وقوعه،كما قال المحقّق الخراساني رحمه‏الله .

البحث حول ما استدلّ به لإثبات امتناع التعبّد بالظنّ

استدلّ ابن قبة ومن تبعه على الامتناع بوجوه(2):

الأوّل: أنّه لو جاز التعبّد بخبر الواحد في الإخبار عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لجاز التعبّدبه في الإخبار عن اللّه‏ سبحانه أيضاً، والتالي باطل إجماعاً، فالمقدّم مثله(3).


  • (1) وتقابله الاستحالة التكوينيّة، كما أنّ الاستحالة التشريعيّة تقابل الإمكان التشريعي، والفرق بينهما أنّالمحال تكويناً أخصّ من المحال تشريعاً، فإنّ المحال في عالم التشريع كما يعمّ اجتماع النقيضينوالضدّين والمثلين والدور والتسلسل ونحو ذلك من المحالات التكوينيّة، يعمّ أيضاً كلّ عملٍ قبيح؛كالظلم وتفويت المصلحة والإلقاء في المفسدة، فإنّها وإن لم يمتنع صدورها من الموالي العاديّة، إلاّ أنّهيمتنع أن تصدر من الحكيم على الإطلاق. منه مدّ ظلّه.
  • (2) لا يأتي أكثر من وجهين لإثبات استحالة التعبّد بالمظنّة، لكنّ الوجه الثاني يشتمل على وجوه ثلاثة، كمستعرف. م ح ـ ى.
  • (3) هذا الدليل وإن كان ـ على فرض تماميّته ـ مختصّاً بالتعبّد بخصوص خبر الواحد، ولا يعمّ مطلق الظنّ، إلأنّه ينبغي البحث عنه، لكون الخبر الواحد أهمّ ظنّ يستدلّ به في الفقه. منه مدّ ظلّه.
(صفحه158)

ويمكن المناقشة فيه أوّلاً: بمنع الملازمة، فإنّ الإخبار عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يكون إخباراً عن حسّ حتّى فيما إذا تعدّدت الوسائط، فإنّ كلّ واسطةيروي ما تحمّله حسّاً عمّن فوقه إلى أن ينتهي إليه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، وأمّا الإخبار عن اللّه‏سبحانه فبأيّ نحوٍ يمكن أن يتحقّق بعد أن انقطع ما كان مختصّاً بالأنبياء عليهم‏السلام من وساطة جبرئيل التي يعبّر عنها بـ «الوحي» والاستماع من الشجرةونحوها؟!

وبالجملة: قياس الإخبار عن اللّه‏ تعالى بالإخبار عن الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله معالفارق.

وثانياً: سلّمنا الملازمة، لكن بطلان التالي في قول ابن قبة: «والتالي باطلإجماعاً» إن كان بمعنى عدم إمكان التعبّد بخبر الواحد في الإخبار عن اللّه‏ تعالىفهو من المسائل العقليّة التي لا يمكن إثباتها إلاّ بحكم العقل، فكيف تمسّك فيهبالإجماع الذي لا يمكن أن يكون مرجعاً في مثل هذه المسائل؟!

وإن كان بمعنى عدم وقوع التعبّد به في مقام الإثبات، فهو مغاير لمدّعاه،وهو استحالة وقوع التعبّد بخبر الواحد.

وثالثاً: أنّ الإجماع الذي استدلّ به على بطلان التالي وإن كان إجماعمحصّلاً بالنسبة إلى ابن قبة، إلاّ أنّه منقول بالنسبة إلينا، والإجماع المنقول لوكان حجّة فإنّما هو لأجل كونه من مصاديق خبر الواحد، وهل يصحّ التمسّكبالخبر الواحد لإثبات امتناع التعبّد به؟!

الثاني: أنّ في التعبّد بالمظنّة(1) عدّة توالٍ فاسدة: بعضها يترتّب على أصلالخطابات، وبعضها الآخر على أمر متأخّر لازم لها، وبعض ثالث يرتبط بم


  • (1) هذا الدليل لو تمّ لعمّ جميع الظنون وإن ذكره ابن قبة في مقام إثبات امتناع التعبّد بخبر الواحد، كالدليلالأوّل. منه مدّ ظلّه.