جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه224)

الاُمور الخارقة للعادة لم تكن معجزة إذا كانت فاقدة للتحدّي.

والقرآن الكريم قال في مقام التحدّي: «قُل لَّـلـءِنِ اجْتَمَعَتِ الاْءِنسُ وَ الْجِنُّعَلَىآ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِى وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍظَهِيرًا»(1).

ثمّ تنزّل عن ذلك بقوله: «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلـهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِىمُفْتَرَيَـتٍ وَ ادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ»(2).

ثمّ تنزّل عن ذلك أيضاً وارتضى في مقام التحدّي بإتيان من سوى اللّه‏ تعالىجميعاً سورة واحدة مثل القرآن، ولو كانت سورة قصيرة كسورة الكوثر، فإنّهقال: «وَ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِى وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ»(3).

ولاريب في أنّ ظواهر هذه الآيات مرادة للّه‏ تعالى قطعاً، لما عرفت من أنّالتحدّي من لوازم المعجزة، فلا يمكن أن يراد بها غير التحدّي الذي هيظاهرة فيه، وحجّيّة ظواهر هذه الآيات تستلزم حجّيّة ظواهر جميعها، إذ لوكان القرآن من قبيل الألغاز التي لا يدركها الناس لأجابوا عن تحدّياته بأنّا لنفهم منه شيئاً كي نأتي بمثله.

لا يقال: إنّ أساس هذا الاستدلال هو التمسّك بظاهر آيات التحدّي، وهومصادرة بالمطلوب.

فإنّه يقال: أساس هذا الدليل هو أنّ القرآن حيث يكون معجزة خالدةباقية إلى يوم القيامة فلابدّ له من التحدّي والدعوة إلى الإتيان بمثله، فكانتالآيات الظاهرة في ذلك حجّة لا محالة.


  • (1) الإسراء: 88 .
  • (2) هود: 13.
  • (3) البقرة: 23.
ج4

الثالث: حديث الثقلين الذي هو معروف بل متواتر بين الفريقين، وهو أنّرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال في أواخر عمره الشريف: «إنّي تارك فيكم الثقلين، ما إنتمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه‏ وعترتي»(1).

وليس في الاستدلال بالأخبار لإثبات حجّيّة الكتاب شائبة المصادرةبالمطلوب، لاعتراف الخصم المنكر لحجّيّة ظواهر الكتاب بحجّيّة ظواهرالأخبار.

ولا يقدح في الاستدلال ما يرى من الاختلاف في متن الحديث، حيث نقلفي كلمات بعض المتعصّبين: «كتاب اللّه‏ وسنّتي» مكان «كتاب اللّه‏ وعترتي» فإنّمورد الاستدلال هو «كتاب اللّه‏» الذي اتّفق عليه الفريقان.

وتقريب الاستدلال بهذا الحديث أنّ التمسّك بالقرآن والعترة ليس صرفالاعتقاد بكون القرآن كتاباً منزّلاً من عند اللّه‏ سبحانه ومعجزة خالدةللنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وكون العترة الطاهرة خلفائه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، إذ لا ملازمة بين هذا الاعتقاد وبينالصيانة الأبديّة من الضلالة التي تستفاد من كلمة «لن تضلّوا».

بل المراد من التمسّك بهما هو التمسّك من حيث الاعتقاد والعمل كليهما،وحيث إنّ نصوص القرآن قليلة جدّاً بحيث لا يمكن الاكتفاء بها للوصول إلىالسعادة الأبديّة، فلا محالة كان المراد هو التمسّك بنصوصه وظواهره كلتيهما.

وبالجملة: لا يعقل أن يكون القرآن الكريم حافظاً أبديّاً للإنسان منالضلالة ـ كما هو مضمون الرواية ـ إلاّ بالاعتقاد بكونه كتاباً منزّلاً من عند اللّه‏أوّلاً، والعمل بجميع نصوصه وظواهره ثانياً.

الرابع: الأحاديث الكثيرة الآمرة بعرض الروايات على الكتاب ليتميّزالمدسوسات‏المجعولات من‏الصحاح المقبولات، مثل‏قوله عليه‏السلام : «ماوافق كتاب‏اللّه‏


  • (1) وسائل الشيعة 27: 33، كتاب القضاء، الباب 5 من أبواب صفات القاضي، الحديث 9.
(صفحه226)

فخذوه وما خالف كتاب اللّه‏ فدعوه»(1)، وقوله عليه‏السلام : «إذا ورد عليكم حديثفوجدتم له شاهداً من كتاب اللّه‏ أو من قول رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وإلاّ فالذي جاءكمبه أولى به»(2)، وقوله عليه‏السلام : «ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف»(3)،وقوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «ما جائكم عنّي يوافق كتاب اللّه‏ فأنا قلته، وما جائكم يخالفكتاب اللّه‏ فلم أقله»(4)، إلى غير ذلك من الأخبار الواردة بهذا المضمون.

فلو لم تكن ظواهر الكتاب حجّة فلم يقدر المكلّف على تمييز ما يوافقالكتاب من الأحاديث عمّا يخالفه.

إن قلت: لعلّ المراد من هذه الروايات عرض الأخبار على نصوص القرآن،وتمييز صحيحها عن سقيمها بها.

قلت: هذا الاحتمال مردود، لأنّ نصوص القرآن قليلة جدّاً، ولا يمكنمعرفة جميع الأخبار الموافقة والمخالفة للكتاب بها.

على أنّ جعّال الحديث كانوا أفطن من أن يضعوا أحاديث تنافي نصوصالقرآن، فإنّها ـ لوضوح كذبها ـ تفضحهم ولا يقبلها الناس منهم، ولكنّهم كانويجعلون ما يخالف ظاهر القرآن كي يتمكّنوا من توجيهه.

ثمّ لا يخفى عليك أمران:

أ ـ أنّه لا تعارض بين مثل العامّ والخاصّ أو المطلق والمقيّد كي نحتاجللجمع بينهما إلى التمسّك بالأخبار العلاجيّة.

ب ـ أنّه لا منافاة بين ما تقدّم من عدم اعتبار الروايات المخالفة لظهورالقرآن وبين ما ثبت من أنّ الأحاديث الصادرة من المعصومين عليهم‏السلام حجّة حتّى


  • (1) وسائل الشيعة 27: 109، كتاب القضاء، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 10.
  • (2) وسائل الشيعة 27: 110، كتاب القضاء، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 11.
  • (3) وسائل الشيعة 27: 110، كتاب القضاء، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 12.
  • (4) وسائل الشيعة 27: 111، كتاب القضاء، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 15.
ج4

في موارد حمل الآيات على خلاف ظاهرها، فإنّهم هم المفسِّرون للقرآنحقيقةً.

وذلك لأنّ الأخبار الدالّة على كون الحديث المخالف لظاهر القرآن مردوداً،زخرفاً، ولم يقله الأئمّة عليهم‏السلام وردت في مورد الأحاديث التي شكّ(1) في صدورهعنهم عليهم‏السلام ، وأمّا إذا ثبت أنّه قول الإمام عليه‏السلام ـ ولو بواسطة خبر الثقة ـ كانمفسّراً للقرآن ودالاًّ على أنّ إرادة اللّه‏ تعالى تعلّقت بخلاف الظاهر.

وبالجملة: إذا شككنا في صدور خبر عن المعصوم عليه‏السلام عرضناه علىالكتاب، فإن كان موافقاً له أخذناه وإن كان مخالفاً له رددناه بمقتضى الأخبارالمتقدِّمة.

كما أنّ الأمر كذلك في مورد الشروط، حيث قال عليه‏السلام : «المسلمون عندشروطهم إلاّ كلّ شرط خالف كتاب اللّه‏ عزّ وجلّ، فلا تجوز»(2).

والحاصل: أنّ الروايات التي تأمرنا بأخذ الأخبار الموافقة للكتاب وردّ مخالفه، وكذلك الروايات التي تأمرنا بوجوب الوفاء بالشروط إلاّ ما خالفكتاب اللّه‏، تدلّ على حجّيّة ظواهر الكتاب.

الخامس: استدلال الأئمّة عليهم‏السلام في أبواب الفقه بالقرآن في مقابل علماء العامّةوالخاصّة، كما ورد أنّ زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه‏السلام : ألا تخبرني من أينعلمت وقلت: إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك ثمّ قال:«يازرارة قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ونزل به الكتاب من اللّه‏، لأنّ اللّه‏ عزّ وجلّ يقول:«فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ» فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يُغسل، ثمّ قال:«وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ»ثمّ فصّل بين الكلام فقال: «وَامْسَحُواْ


  • (1) ولو كان الشكّ ناشئاً عن التعارض. م ح ـ ى.
  • (2) من لا يحضره الفقيه 3: 202، باب الشرط والخيار في البيع، الحديث 3765.
(صفحه228)

بِرُءُوسِكُمْ»فعرفنا حين قال: «برؤسكم» أنّ المسح ببعض الرأس، لمكان الباء،ثمّ وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه، فقال: «وَأَرْجُلَكُمْ إِلَىالْكَعْبَيْنِ»فعرفنا حين وصلها بالرأس أنّ المسح على بعضها»(1). الحديث.

فإنّ هذا الجواب المقرون بالاستدلال بالقرآن يدلّ على أنّ مثل زرارةأيضاً لو تأمّل في الآية لاستفاد منها الحكم، لا أنّه جواب تعبّدي صرف،فكان حجّيّة ظواهر الكتاب أمراً مسلّماً معهوداً بين الأئمّة عليهم‏السلام وأصحابهم.

أدلّة المنكرين لحجّيّة الكتاب العزيز ونقده

تمسّك الأخباريّون بعدّة شبهات: بعضها في مقام منع الكبرى، أي حجّيّةظواهر القرآن بعد الاعتراف بالظهور، وبعضها الآخر في مقام منع الصغرى،أي أصل الظهور.

أمّا الطائفة الاُولى

فمنها: ما يدلّ على حرمة تفسير القرآن بالرأي من الروايات العديدة بلالمتواترة، مثل النبوي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار»(2)،وفي رواية اُخرى أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: «من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده منالنار»(3)، وفي نبوي ثالث: «من فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه‏الكذب»(4) إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في هذا المقام.

تقريب الاستدلال بهذه الأخبار أنّها نصّ في منع تفسير مجملات القرآن


  • (1) الكافي 3: 30، كتاب الطهارة، باب مسح الرأس والقدمين، الحديث 4.
  • (2) عوالي اللآلي 4: 104، الحديث 154.
  • (3) وسائل الشيعة 27: 189، كتاب القضاء، الباب 13 من أبواب صفات القاضي، الحديث 35.
  • (4) وسائل الشيعة 27: 190، كتاب القضاء، الباب 13 من أبواب صفات القاضي، الحديث 37.