جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج4

المعصوم عليه‏السلام بل يأخذ الروايات من الوسائط كما في زماننا هذا.

فإن كان الكلام من القسم الأوّل فلا مجال لجريان أصالة الحقيقة أو أصالةعدم الخطأ، لعدم احتمال نسيان المعصوم عليه‏السلام القرينة المتّصلة، لعصمته عليه‏السلام منالذنب والخطأ كليهما.

وأمّا إن كان من القسم الثاني فاحتمال الخطأ في الواسطة أمرٌ معقول؛ لأنّنحتمل أنّ قوله عليه‏السلام : «أعتق رقبة» مثلاً ـ الذي وصل إلينا فرضاً بواسطة محمّدبن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكّوني عن أبيعبداللّه‏ عليه‏السلام ـ كان مقروناً بقيد وقد نسيه أحد هؤلاء الوسائط الخمسة، فنحتاجلرفع هذا الاحتمال إلى أصالة عدم الخطأ والنسيان(1).

نعم، لا فرق بين القسمين في احتمال تخلّف الإرادة الجدّيّة عن الاستعماليّةـ حتّى في الكلام الصادر عن المعصوم عليه‏السلام ـ لأجل احتمال التقيّة(2) ونحوها،فلابدّ لرفعه من التمسّك بـ «أصالة التطابق بين الإرادتين» فلا فرق بين الكلامالصادر عن العقلاء والصادر عن المعصوم فيما هو العمدة في مبحث حجّيّةالظواهر، وهي طريقة استكشاف المراد الجدّي.

ثمّ إنّه قد وقع الكلام في اُمور ثلاثة:

الأوّل: في أنّ حجّيّة الظواهر هل هي مشروطة بالظنّ بالوفاق أو بعدمالظنّ بالخلاف، أم غير مشروطة بشيءٍ منهما؟

الثاني: في أنّها هل تختصّ بمن قصد إفهامه أو تعمّ غيره أيضاً؟

الثالث: في أنّها هل تختصّ بغير ظواهر الكتاب أو تعّمها أيضاً؟

البحث حول الأمر الأوّل


  • (1) كما نحتاج لرفع احتمال الزيادة والنقيصة عمداً إلى إحراز وثاقة الراوي أو عدالته. م ح ـ ى.
  • (2) تقدّم منه مدّ ظلّه آنفاً أنّ التقيّة لا تنافي الإرادة الجدّيّة. م ح ـ ى.
(صفحه218)

أمّا الأمر الأوّل: فالمشهور أنّ الظنّ الشخصي بالخلاف غير قادح في حجّيّةالظواهر، فضلاً عن عدم الظنّ بالوفاق.

ولا يصغى إلى كلام من خالفهم، لاستقرار بناء العقلاء على العمل بظاهرالكلمات في جميع الموارد، ألا ترى أنّ المولى إذا قال لعبده: «أكرم زيداً» كانظاهره ـ وهو وجوب إكرام زيد ـ حجّةً على العبد، سواء ظنّ بالوجوب أوبعدم الوجوب أو لم يظنّ بشيء أصلاً، فلو لم يمتثل الأمر لذمّه العقلاء وعاقبهالمولى، ولا يصحّ اعتذاره بأنّ صيغة «افعل» وإن كانت ظاهرة في الوجوب،إلاّ أنّي لم أظنّ بتعلّق إرادة المولى به جدّاً، أو ظننت أنّ إرادته الجدّيّة تعلّقتبالاستحباب.

والحاصل: أنّ ظاهر الكلام ـ سواء كان الحقيقة أو المجاز ـ حجّة عندالعقلاء، ولا فرق في ذلك بين خصوصيّات المخاطب وحالاته الشخصيّة.

البحث حول اختصاص حجّيّة الظواهر بمن قصد إفهامه

وأمّا الأمر الثاني: فلا ينبغي الشكّ في أنّ ظواهر الكلام حجّة في حقّ من لميقصد إفهامه، بل وفي حقّ من قصد عدم إفهامه، كما أنّها حجّة في حقّ منقصد إفهامه.

كلام صاحب القوانين في ذلك

خلافاً للمحقّق القمي رحمه‏الله حيث يظهر منه الفرق بين من قصد إفهامهبالكلام، فالظواهر حجّة بالنسبة إليه من باب الظنّ الخاصّ ـ سواء كانمخاطباً، كما في الخطابات الشفاهيّة، أم لا، كما في الناظر في الكتب المصنّفةلرجوع كلّ من ينظر إليها ـ وبين من لم يقصد إفهامه بالخطاب، كأمثالنبالنسبة إلى أخبار الأئمّة الصادرة عنهم عليهم‏السلام في مقام الجواب عن سؤال

ج4

السائلين، وبالنسبة إلى الكتاب العزيز بناءً على عدم كون خطاباته موجّهةإلينا وعدم كونه من باب تأليف المصنّفين، فالظهور اللفظي ليس حجّة حينئذٍلنا إلاّ من باب الظنّ المطلق الثابت حجّيّته عند انسداد باب العلم(1).

وغاية ما يمكن أن يقال في تقريب هذا القول أنّ منشأ حجّيّة الظواهر هيأصالة عدم الغفلة، إذ بعد كون المتكلّم في مقام البيان كان احتمال إرادة خلافالظاهر مستنداً إلى احتمال غفلة المتكلّم عن نصب القرينة، أو غفلة السامع عنالالتفات إليها، والأصل عدم الغفلة في كلّ منهما، وأمّا احتمال تعمّد المتكلّم فيعدم نصب القرينة فهو مدفوع بأنّه خلاف الفرض، إذ المفروض كونه في مقامالبيان، فلا منشأ لاحتمال إرادة خلاف الظاهر إلاّ احتمال الغفلة من المتكلِّم أومن السامع، وهو مدفوع بالأصل المتحقّق عليه بناء العقلاء، وهذا الأصل ليجري بالنسبة إلى من لم يكن مقصوداً بالإفهام، لعدم انحصار الوجه لاحتمالإرادة خلاف الظاهر بالنسبة إليه في احتمال الغفلة، ليدفع بأصالة عدم الغفلة، إذيحتمل اتّكال المتكلّم في ذلك على قرينة حاليّة كانت معهودة بينه وبين منقصد إفهامه وقد خفيت على من لم يكن مقصوداً بالإفهام، فلا تجديه أصالةعدم الغفلة، ولا يجوز له التمسّك بالظواهر.

والحاصل: أنّ ظواهر الكتاب والسنّة ليست حجّة بالنسبة إلينا،لاختصاص حجّيّة الظواهر بمن قصد إفهامه، ونحن لسنا من المقصودينبالإفهام في الآيات والروايات، لعدم كونهما من قبيل الكتب المصنّفة لرجوعكلّ من ينظر إليها، بل الخطابات الشفاهيّة والأخبار الصادرة عن الأئمّة عليهم‏السلام فيمقام الجواب عن سؤال السائلين تختصّ بالمشافهين.

فلايمكن إثبات حجّيّة ظواهر الكتاب والروايات من باب الظنّ الخاصّ


  • (1) قوانين الاُصول 1: 229، السطر 16، و 398، السطر 23.
(صفحه220)

بالنسبة إلى زماننا هذا، فلابدّ من التمسّك بذيل دليل الانسداد والقول بحجّيّةظواهرهما من باب الظنّ المطلق.

إن قلت: لا حاجة إلى التمسّك بدليل الانسداد، لقيام الإجماع بل الضرورةعلى اشتراكنا في الأحكام مع المقصودين بالإفهام.

قلت: نعم، ولكنّا لا نتمكّن من تعيين وظائفنا بدليل «الاشتراك» إلاّ إذتمكّنّا من الوصول إلى تكاليف المشافهين، وحيث إنّ فهم الكتاب والسنّةيختصّ بخصوصهم، فلانقدر على استكشاف أحكامهم لكي نضمّ إليها قاعدة«الاشتراك» ونستكشف بها أحكام من تأخّر عنهم.

نقد كلام المحقّق القمي رحمه‏الله في المقام

وفيه أوّلاً: أنّه لا فرق عند العقلاء في حجّيّة الظواهر بين من قصد إفهامهوبين غيره، ألا ترى أنّك لو أخبرت زيداً بأنّك تريد قتل عمرو واطّلع عمروعلى هذا الخبر، لانفعل منه ورتّب عليه الأثر المطلوب ولم يقل في نفسه: إنّي لمأكن مقصوداً بالإفهام، ولعلّه كان بين المخبر والمخاطب قرينة حاليّة على إرادةخلاف الظاهر؟

ويؤيّده الأحكام الفقهيّة أيضاً، فإنّ القاضي يحكم على طبق شهادة البيّنةعلى الإقرار، مع أنّ ظاهر كلام المقرّ لو لم يكن حجّة في حقّ من لم يقصدإفهامه به لم يجز الحكم باستناد الشهادة على الإقرار، لأنّ الحاكم ليس منالمقصودين بالإفهام، بل ربما قصد عدم إفهامه، فليس كلام المقرّ الثابت لهبواسطة البيّنة حجّة له.

وثانياً: سلّمنا أنّ حجّيّة الظواهر تختصّ بمن قصد إفهامه، لكنّه لا ينتج عدمحجّيّة الكتاب والسنّة بالنسبة إلينا، ولعلّه رحمه‏الله خلط بين عنوان «المخاطب»

ج4

وعنوان «المقصود بالإفهام».

توضيح ذلك: أنّهم اختلفوا في أنّ الخطابات الشفاهيّة هل تختصّ بالحاضرمجلس التخاطب أو تعمّ غيره من الغائبين، بل المعدومين؟ وقد تقدّم البحثعن ذلك في مبحث العامّ والخاصّ.

وحيث إنّ المحقّق القمي رحمه‏الله قال بالاختصاص في تلك المسألة ذهب إلىعدمحجّيّة الظواهر بالنسبة إلى غير من قصد إفهامه في المقام.

مع أنّه لا ملازمة بينهما، فإنّ بين عنواني «من خوطب بالكلام» و«منقصد إفهامه به» عموماً من وجه، ضرورة أنّ غرض المتكلّم قد يتعلّقبتفهيم المخاطب(1)، وقد يتعلّق بتفهيم غيره(2)، كما إذا قال الرجل ـ الذيطغى عليه بعض أولاده ـ خطاباً إلى زوجته: «من تخلّف عن أمري لعاقبتهبكذا وكذا» وهو يريد أن يسمع كلامه ذلك الابن الطاغي، فيرتدع عنالتخلّف والطغيان(3)، فالمخاطب هاهنا هو الزوجة، والمقصود بالإفهامهو الابن.

وبالجملة: اختصاص الخطابات الشفاهيّة بالحاضرين لا يستلزم خروجغيرهم عن تحت عنوان «من قصد إفهامه بها» فإنّ المخاطب يمكن أن يكونخاصّاً والمقصود بالإفهام عامّاً، فانظر إلى المكالمات الواردة في الأحاديث،مثل ما رواه حريز عن زرارة، قال: قلت: أصاب ثوبي دم رعاف أو شيءمن منيّ، فعلّمت أثره إلى أن اُصيب له الماء، فأصبت وحضرت الصلاة


  • (1) وهو الغالب. م ح ـ ى.
  • (2) وفي الصورة الاُولى تارةً يكون المخاطب وحده مقصوداً بالإفهام، كما إذا أمر المولى عبده بشيء،واُخرى يكون غيره أيضاً كذلك، كما إذا كلّف جميع عبيده بتكليف، لكن بتوجيه الخطاب إلى أحدهم.م ح ـ ى.
  • (3) فهو من قبيل المثل المعروف: «إيّاك أعني واسمعي ياجارة». م ح ـ ى.