جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
ج4

هو متقدّم عليها، وهو أيضاً على نوعين: لأنّ بعضها يترتّب على ملاكاتالأحكام(1)، وبعضها الآخر على مباديها(2).

التعبّد بالأمارات هل يوجب اجتماع المثلين أو الضدّين؟

أمّا المحذور الأوّل ـ أعني ما يرتبط بأصل الخطاب ـ فهو أنّ جعل الحجّيّةلخبر الواحد(3) يستلزم اجتماع المثلين من إيجابين أو تحريمين مثلاً فيما أصاب،واجتماع الضدّين من إيجاب وتحريم فيما أخطأ.

وفيه أوّلاً: أنّك عرفت في مبحث اجتماع الأمر والنهي أنّ التضادّوالتماثل يرتبطان بالواقعيّات، فلا يجريان في الأحكام التي هي من الاُمورالاعتباريّة.

وثانياً: أنّ جعل الحجّيّة لخبر العادل مثلاً لا يستلزم جعل حكم على طبقه،ليلزم منه اجتماع المثلين أو الضدّين، بل الحجّيّة تكون بمعنى المنجّزيّةوالمعذّريّة، فذلك الحكم الواقعي يتنجّز على المكلّف فيما أصاب الحجّة، وهومعذور في مخالفته فيما أخطأت.

التعبّد بالأمارات هل يستلزم تفويت المصلحة أو الإلقاء في المفسدة؟

وأمّا المحذور الثاني ـ أعني ما يرتبط بلازم الخطاب ـ فهو أنّ خبر الواحدلو كان حجّة لا نجرّ إلى تفويت المصلحة أو الإلقاء في المفسدة فيما أدّى إلىعدم وجوب ما هو واجب أو عدم حرمة ما هو حرام وكونه محكوماً بسائرالأحكام، وإلى ذلك ينظر الاستدلال المحكيّ عن ابن قبة، من أنّه يوجب


  • (1) كاجتماع المصلحة والمفسدة. منه مدّ ظلّه.
  • (2) كاجتماع الإرادة والكراهة. منه مدّ ظلّه.
  • (3) ذكر الخبر الواحد من باب المثال، إذ قد عرفت شمول البحث لجميع الأمارات الظنّيّة. منه مدّ ظلّه.
(صفحه160)

تحليل الحرام وتحريم الحلال.

وهذا الدليل يتوقّف على أمرين:

أ ـ أن تكون الأحكام تابعة للمصالح والمفاسد في المتعلّقات، كما هو مذهبالإماميّة(1) والمعتزلة، خلافاً للأشاعرة.

ب ـ أن يكون جعل الحجّيّة للطرق والأمارات لصرف الطريقيّة، بمعنى أنّالشارع حيث رأى خبر الثقة موافقاً للواقع غالباً جعله حجّة منجّزة فيمأصاب ومعذّرة فيما أخطأ.

وأمّا لو كان حجّيّة الأمارات من باب السببيّة ـ بمعنى أنّ الحكم الواقعيمحفوظ فيما إذا لم يقم دليل على خلافه، وإلاّ فهو يتبدّل إلى ما هو مؤدّىالأمارة ـ فلا تفويت لمصلحة ولا إلقاء في مفسدة، فلا مجال للقول بامتناعالتعبّد بالظنّ باستناد استلزامه لذلك.

كما أنّه لا مجال لهذا الدليل لو قلنا بالمصلحة السلوكيّة، بمعنى أنّ المصلحةالفائتة ـ على تقدير مخالفة الأمارة للواقع ـ تتدارك بجعل مصلحة اُخرىمترتّبة على السلوك على طبقها وتطبيق العمل على مؤدّاها، لعدم تحقّق تفويتالمصلحة أو الإلقاء في المفسدة بناءً على هذا الفرض أيضاً.

لكنّ الإنصاف ـ كما تقدّم آنفاً ـ هو كون حجّيّة الأمارات من بابالطريقيّة، كما أنّ الحقّ ما ذهب إليه المعتزلة والإماميّة من أنّ الأحكام تابعةللمصالح والمفاسد الواقعيّة، فتمّ الأمران اللذان يبتني عليهما دليل ابن قبةلإثبات امتناع التعبّد بالأمارات الظنّية.

كلام المحقّق النائيني رحمه‏الله في المقام


  • (1) نعم، ذهب المحقّق الخراساني رحمه‏الله في بعض كلماته إلى أنّ المصلحة قد تكون في نفس الحكم والإيجابوالتحريم، لا أن يكون الواجب مشتملاً على مصلحة والحرام على مفسدة. منه مدّ ظلّه.
ج4

وقال المحقّق النائيني بابتنائه على أمر ثالث أيضاً، وهو انفتاح باب العلم(1)وإمكان الوصول إلى الواقعيّات، وأمّا في صورة الانسداد فلا يلزم محذورتفويت المصلحة أو الإلقاء في المفسدة.

توضيح ذلك: أنّ المكلّف يعلم إجمالاً بوجود أحكام واقعيّة تابعةللمصالح والمفاسد في متعلّقاتها، فإذا انسدّ عليه باب العلم بمواردها ـ كمفي عصر الغيبة ـ فلا يتمكّن من استيفاء تمام تلك المصالح والاحتراز عنجميع تلك المفاسد إلاّ بالاحتياط التامّ، بإيجاد كلّ ما يحتمل وجوبهوالاجتناب عن جميع ما يحتمل حرمته، وهذا ما لا يلائمه مبنى الشريعةالسمحة السهلة.

وحينئذٍ لو لم تكن الأمارات حجّة لفات عن المكلّف جميع المصالحوالخيرات، بخلاف ما إذا جعلت حجّة، فإنّه يستلزم أن يعمل ببعض الأحكام،وهو المقدار الذي تصيب الأمارة للواقع، فإنّه خير جاء من قبل التعبّدبالأمارة، ولو كان مورد الإصابة أقلّ قليل، فإنّ ذلك القليل أيضاً كان يفوتلولا التعبّد، فلا يلزم من التعبّد إلاّ الخير(2).

هذا حاصل كلام المحقّق النائيني رحمه‏الله .

نقد ما أفاده رحمه‏الله

وفي هذا الكلام بهذا البيان(3) نظر، فإنّ المكلّف إذا علم إجمالاً بتكاليفواقعيّة ذات مصالح لازمة الاستيفاء ومفاسد لازمة الاجتناب وانسدّ عليهباب العلم بها فما الذي دعا الشارع إلى نفي وجوب الاحتياط، مع أنّ العقل


  • (1) أي خصوص العلم، لا العلم والعلمي. منه مدّ ظلّه.
  • (2) فوائد الاُصول 3: 90.
  • (3) نعم، سنكمّله ونبيّنه بصورة اُخرى ونذكره في جواب ابن قبة. منه مدّ ظلّه.
(صفحه162)

يحكم بكون العلم الإجمالي منجّزاً للواقع، فيجب الاحتياط في أطرافه لأجلاستيفاء تلك المصالح والاحتراز عن تلك المفاسد؟!

فماذا نقول حول دليل ابن قبة بعد تسلّم ذينك الأمرين الذين يتوقّفعليهما؟

الحقّ في المسألة

والحقّ عدم امتناع التعبّد بالأمارات، لا في حال الانفتاح ولا في حالالانسداد.

أمّا في حال الانفتاح ـ وبتعبير آخر زمن حضور المعصوم عليه‏السلام ـ فلأنّوجوب رجوع كلّ شخص إليه لأخذ المسائل الشرعيّة من فيه عليه‏السلام مباشرةًوعدم حجّيّة ما نقله مثل زرارة وأبي بصير ومحمّد بن مسلم يستلزممشكلات عديدة:

عدم تمكّن كثير من المسلمين من التشرّف بخدمة الأئمّة عليهم‏السلام ، لبُعدالمسافة، سيّما بعد دخول البلاد النائية تحت ظلّ الإسلام وعدم تمكّن البشر فيذلك العصر ممّا يتمكّن اليوم من الطائرات والسيّارات ومن مثل الاتّصالاتالهاتفيّة لاستماع كلامهم عليهم‏السلام بلا واسطة، فمن كان في بلاد مصر والشام والعراقوإيران ولم يتمكّن من السفر إلى المدينة المنوّرة عند مواجهته لكلّ مسألةشرعيّة فماذا يفعل لو لم يعتبر خبر الثقة الناقل للأحكام؟!

فرضنا تمكّن جميع المسلمين من الحضور عند الإمام عليه‏السلام ، لكنّه كانيستلزم الزحام الكثير عند بابه عليه‏السلام بحيث لا يقدر على جواب جميع الأسئلة،ولو كان مشتغلاً بذلك في جميع آنات حياته الشريفة.

فرضنا قدرته عليه‏السلام على ذلك وإمكان تحمّل تلك المشاقّ من قبل

ج4

المسلمين، ولكنّ الظروف السياسيّة كانت حائلةً بينهم وبين الإمام عليه‏السلام ، وهذواضح لمن تصفّح تاريخ الأئمّة عليهم‏السلام وكيفيّة معاملة الظلمة المتقمّصة قميصالحكومة معهم عليهم‏السلام .

ويؤيّده ما رواه الكشّي عن أبي عبداللّه‏ عليه‏السلام أنّه قال لعبداللّه‏ بن زرارة: «اقرمنّي على والدك السلام، وقل له: إنّي إنّما أعيبك دفاعاً منّي عنك، فإنّ الناسوالعدوّ يسارعون إلى كلّ من قرّبناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى فيمن نحبّهونقرّبه، ويرمونه لمحبّتنا له وقربه ودنوّه منّا، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله،ويحمدون كلّ من عبناه نحن، فإنّما أعيبك لأنّك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينوأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودّتك لنا ولميلك إلينا،فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدِّين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منّدافع شرّهم عنك، يقول اللّه‏ عزّ وجلّ: «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَـكِينَيَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَ كَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍغَصْبًا»(1) هذا التنزيل من عند اللّه‏، ألا واللّه‏ ما عابها إلاّ لكي تسلم من الملك،ولا تعتب على يديه، ولقد كانت صالحةً ليس للعيب فيها مساغ والحمد للّه‏،فافهم المثل يرحمك اللّه‏، فإنّك واللّه‏ أحبّ الناس إليّ وأحبّ أصحاب أبي حيّوميّتاً، فإنّك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، وأنّ من ورائك ملكظلوماً غصوباً يرقب عبور كلّ سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذهغصباً ويغصب أهلها، ورحمة اللّه‏ عليك حيّاً ورحمته ورضوانه عليك ميّتاً»(2).

ولأجل هذه المشاكل كانوا عليهم‏السلام يرجعون شيعتهم إلى بعض أصحابهم، كميدلّ عليه أخبار كثيرة:


  • (1) الكهف: 79.
  • (2) اختيار معرفة الرجال 1: 349، ومعجم رجال الحديث 7: 226.