جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه اصول اُصول الشيعة لاستنباط أحكام الشريعة
صفحات بعد
صفحات قبل
(صفحه240)

المسلمون سيأتي عليكم زمان يشتهر فيه قومٌ باسم اللغويّين، فإيّاكم والأخذبقولهم في استنباط الأحكام الشرعيّة».

قلت: هذا(1) لا يفيد إلاّ الظنّ بحجّيّة اللغة، ولا يمكن إثبات شيء بالظنّالذي لم يقم على اعتباره دليل قطعي.

وبالجملة: لا دليل على حجّيّة قول اللغوي في الشرعيّات.

لا يقال: على هذا لا فائدة في الرجوع إلى اللغة.

فإنّه يقال: مع هذا لا يكاد تخفى الفائدة في المراجعة إليها، فإنّه ربما يوجبالقطع بالمعنى، وربما يوجب القطع بأنّ اللفظ في المورد ظاهر في معنى بعد الظفربه وبغيره في اللغة وإن لم يقطع بأنّه حقيقة فيه أو مجاز، كما اتّفق كثيراً، وهويكفي في الفتوى.

هذا تمام الكلام في حجّيّة الظواهر.


  • (1) أي: هذا الذي ذكر في «إن قلت». م ح ـ ى.
ج4

في الإجماع

الفصل الثاني: في الإجماع

اختلفوا في أنّ أدلّة اعتبار الخبر الواحد ـ على فرض تماميّتها ـ هل تدلّبعمومها أو إطلاقها على حجّيّة الإجماع المنقول به أم لا؟

البحث حول مناط اعتبار الإجماع المحصّل

وينبغي أن نبحث قبل ذلك عن ملاك حجّيّة الإجماع المحصّل، فنقول:

إنّ أدلّة استنباط الأحكام عند الفقهاء أربعة: الكتاب والسنّة والعقلوالإجماع.

لا إشكال في أنّ الكتاب نفسه حجّة، وكذلك السنّة، فإنّ المراد بها هو السنّةالمحكيّة، أعني قول المعصوم وفعله وتقريره، وكذلك العقل، لأنّه أساس سائرالحجج والأدلّة.

فهل الإجماع أيضاً كذلك، باعتبار ذكره في عباراتهم في مقابل الحججالثلاثة الاُخر أم لا؟

الحقّ أنّ الإجماع بنفسه لا يتّصف بالحجّيّة، إذ لا دليل على اعتباره منالعقل أو النقل.

فجعله دليلاً رابعاً وقسيماً للحجج الثلاثة الاُخر في كلمات الإماميّة إنّما هولأجل المماشاة مع العامّة الذين قالوا بحجّيّة الإجماع بالأصالة، وإلاّ فلا اعتبار

(صفحه242)

له عندنا إلاّ إذا كان كاشفاً عن موافقة المعصوم عليه‏السلام ، فهو في الواقع كاشف عنالحجّة، لا أنّه حجّة رابعة في مقابل الحجج الثلاثة الاُخر.

ما استدلّ به أهل السنّة لإثبات حجّيّة الإجماع

تمسّك العامّة على اعتبار الإجماع بما هو إجماع بما روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: «لاتجتمع اُمّتي على خطأ»(1) وقال أيضاً: «لا تجتمع اُمّتي علىضلالة»(2).

وبنوا عليه أساس مذهبهم، أعني خلافة أبي بكر.

وفيه: أنّ هذا الخبر على فرض صحّته لا يكون بصدد جعل الحجّيّة لرأيالاُمّة في حالة الاجتماع، بل بصدد الإخبار عن عصمتهم في هذه الحالة، ولريب في أنّ الأحكام الشرعيّة وإن كانت تثبت بالخبر الواحد على فرضاعتباره، إلاّ أنّ الموضوعات الخارجيّة التي منها عصمة الاُمّة عن الخطفشمول دليل حجّيّة الخبر لها يحتاج إلى الدقّة والتأمّل. على أنّ اجتماع الاُمّة لتصدق إلاّ باجتماع جميعهم(3) أوّلاً، وظاهره هو الاجتماع الاختياري ثانياً، ولريب في أنّه لم يتحقّق واحد منهما في مسألة الخلافة التي هي الباعثة لهم فيخلق الإجماع وحجّيّته.

فإنّ الاُمّة لم تكن منحصرة في أهل المدينة كي يصدق على اجتماعهم اجتماعالاُمّة.

على أنّ أهل المدينة أيضاً لم يجتمعوا على خلافة أبي بكر، فإنّ جمعاً من


  • (1) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 8 : 123.
  • (2) المصدر نفسه.
  • (3) وهذا ما يقتضيه مناسبة الحكم والموضوع أيضاً، كأنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: إذا اجتمعت اُمّتي على أمرصانهم اللّه‏ بعنايته ولطفه من الخطأ، فيكون اجتماعهم كاشفاً عن كون ذلك الأمر أمراً واقعيّاً. منه مدّ ظلّه.
ج4

أكابر الصحابة وفي رأسهم أمير المؤمنين عليه‏السلام كانوا يخالفونها.

أضف إلى ذلك أنّه لا قيمة لتحقّق الإجماع إذا كان بالقهر والإجباركما تحقّق في الحوادث الواقعة بعد وفاة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على ما يحكيه التاريخوالأخبار.

ولأجل ذلك كلّه وقعوا في حيص وبيص، فالتجأ بعضهم إلى تفسير«اجتماع الاُمّة» بـ «اجتماع أهل المدينة» وبعض آخر بـ «اتّفاق أهلالحلّ والعقد» وبعض ثالث بـ «اتّفاق المجتهدين والعلماء» وأمثال هذهالتوجيهات.

ولا يخفى عليك أنّها آراء مضحكة، إذ ليس في الرواية من هذه العناوينالمذكورة عينٌ ولا أثر، بل عنوانها «اجتماع الاُمّة» الذي يتوقّف على اتّفاقجميع المسلمين بالإرادة والاختيار.

والحاصل: أنّه لا دليل على حجّيّة الإجماع بما هو إجماع، بل لو كان كاشفعن موافقة المعصوم أو عن دليل معتبر لكان حجّة، ولو لم يتحقّق الإجماعبمعنى اتّفاق جميع العلماء، بل ولا أكثرهم، إذ يكفي العلم بدخول المعصوم عليه‏السلام فيالمجمعين ولو كانت عدّتهم قليلة.

فالتعبير بـ «الإجماع» في كلمات فقهائنا إنّما هو لأجل المماشاة مع أهل السنّةكما تقدّم.

بماذا ينكشف رأي المعصوم عليه‏السلام ؟

ولا يخفى أنّ علمائنا ذكروا وجوهاً لكشف الإجماع المحصّل عن موافقةالمعصوم عليه‏السلام :

الإجماع الدخولي

(صفحه244)

منها: العلم الإجمالي بدخول الإمام عليه‏السلام في جماعة اتّفقوا على مسألة شرعيّة.ولا ريب في أنّ مخالفة من كان معلوم النسب من العلماء لا يضرّ بهذا النوع منالإجماع، حتّى لو انعقد مجلس مركّب من عشرة: أحدهم الإمام عليه‏السلام واتّفقخمسة منهم على حكم وعلمنا إجمالاً بأنّ الإمام عليه‏السلام في هؤلاء الخمسة، لكونالباقين معلومي النسب لكان رأيهم حجّة.

وغالب الإجماعات التي كان الفقهاء يستندون إليها في عصر الحضورإلىزمن السيّد المرتضى رحمه‏الله كانت من قبيل الإجماع الدخولي، لكونه أمراً عاديّسهل الوصول.

وأمّا في عصر الغيبة فهو وإن كان أمراً ممكناً ثبوتاً إلاّ أنّه لا أثر له، لأجلبعض المحاذير التي سنشير إليها في مسألة التشرّف.

الإجماع التشرّفي

ومنها: أنّ بعض الأوحدي من العلماء الأتقياء يمكن أن يتشرّف برؤيةالإمام عليه‏السلام في عصر الغيبة ويأخذ الحكم الشرعي منه عليه‏السلام مباشرةً، لكنّه ينقلهفي قالب الإجماع، وذلك لكون الناس مأمورين بتكذيب مدّعي الرؤية فيزمان الغيبة(1).

فإذا استدلّ على مسألة بالإجماع في بعض المنابع الفقهيّة الاستدلاليّة فليصحّ التمسّك به واستنباط الأحكام على أساسه، إذ لا نعلم أنّ مدّعيه هلتشرّف برؤية الإمام عليه‏السلام وأخذ الحكم منه مباشرةً أو استكشف رأيه عليه‏السلام ممّسيأتي من قاعدة اللطف أو الحدس أو نحوهما.


  • (1) إذ لولا الأمر بالتكذيب لكثرت دعوى الرؤية من قبل الكاذبين الذين ينتفعون بمثل هذه الدعاوى، فإنّبعضهم مع ذلك ادّعوا البابيّة، بل المهدويّة، وأسّسوا عليهما مذاهب فاسدة، فلو لم نؤمر بتكذيب أمثالهملكانت أمثال هذه الدعاوى والمذاهب الناشئة عنها أضعافاً مضاعفة. م ح ـ ى.